حسنًا أن ننتفض غضبا لتسرب فيديو لقاء موظفة علاقات عامة انتحلت صفة مذيعة وقامت بمحاكمة بعض الأطفال والصبية الذين تم إلقاء القبض عليهم متهمين بتهريب كميات من السلع، فهذا عمل كان يستحق بالفعل اعتذار محافظ بورسعيد لأنه ليس فقط غير إنسانى وأيضًا غير قانوني..

غير أننا تجاهلنا أمورا مهمة في هذه القضية يأتى في مقدمتها ما نبهنا إليه أحد الأطفال في الفيديو، وهو أنهم امتهنوا التهريب مضطرين لحاجتهم للمال الذي لا يتوفر من عمل آخر للإنفاق على أنفسهم وأسرهم.. هذا هو ما يتعين أن ننتفض اهتماما به.. لكن الغريب أنه لم يخرج علينا مسئول واحد أو شخص عام ليبحث هذه المشكلة الحقيقية التي يعانى منها مجتمعنا ويعلن عن حملة لمواجهتها..

الوحيد الذي تجاوب وتحرك هو رجل الأعمال نجيب ساويرس، رغم أن هذه المشكلة تحتاج لعمل مجتمعى جماعى، كذلك في الوقت الذي تم إلقاء القبض على كل هؤلاء الأطفال لاتهامهم بتهريب سلع، فإننا حتى بعد أن علمنا من خلال هذا الفيديو المعيب أنهم يعملون لدى تجار تهريب، لم نتحرك لملاحقة من يعملون لحسابهم.. لقد اهتممنا، كما يقول المثل الشعبى المعروف، تمسكنا بالبردعة وتركنا الحمار، لأننا نقدر فقط على هذه البردعة.. وليرحمنا الله.