الأخبار
محمد حسن البنا
سلامة موسي
بسم الله
الكثير من الأصدقاء يتحدثون اليوم عن النخبة ، ومنهم من يقارن بين النخب أيام الزمن الجميل ، ومن يطلقون علي أنفسهم نخبا في السنوات الأخيرة ، وتستهويني فكرة المقارنة لأنها تكشف زيف المدعين بأنهم نخب اليوم ،رغم التطورات الفكرية والتكنولوجية التي تستدعي أن تكون النخب اليوم علي قدر العصر الحديث ، لكن ومع الأسف لم تكن علي قدر المسئولية.
والنخب هم كريمة الثقافة والحضارة ، والفكر والعلم ، هم رواد التنوير في المجتمع ، وهو ما نفتقده في عصرنا الحديث ، واليوم أتذكر مع صديقي الاعلامي الكبير فايز فرح، سلامة موسي الذي كانت الذكري الستون لرحيله أمس ، فهو أحد قادة الفكر في مصر، تستوي مكانته مع أحمد لطفي السيد ودكتور طه حسين وعباس محمود العقاد وغيرهم.أسس دار طباعة ونشر بالاسكندرية والقاهرة وبيروت ،اهتم بها بعد وفاته ابنه الدكتور رءوف سلامة حتي توفاه الله.
ولأنه مغرم بتراث سلامة موسي فقد ألف فايز كتابا يحمل عنوان "فكر سلامة موسي وكفاحه"، يعرض فيه حياة سلامة موسي منذ ولد في مدينة الزقازيق عام ١٨٨٧ ، ووفاة والده بعد سنتين، ثم قدومه للقاهرة بعد حصوله علي الشهادة الابتدائية ، وأوضح مدي حب سلامة للقراءة التي عوضته عن التعليم الحكومي وقتها، وشجعته القراءة علي السفر إلي العالم الجديد باريس ولندن ، حيث العلم والثقافة والحضارة، واستغراقه في أوروبا ليتعرف علي أسباب الحضارة والتقدم وحرية المرأة واحترام الانسان.
قرر سلامة وهو هناك أن يتفرغ لنشر رسالته في نور المعرفة والتقدم ، وفضل عدم الالتحاق بأي عمل ، حيث كانت ظروفه الاقتصادية تسمح بذلك ، وعندما عاد إلي مصر اهتم بتأسيس المجلات ونشر الكتب ، والتقي بالشباب وكون الجمعيات الأدبية والفكرية، وكانت رؤاه تدعو إلي تحقيق الاستقلال والديمقراطية وتحرير المرأة والاهتمام بالعلم والعقل والتعليم واقامة الصناعة والتخلص من الخرافات.
هذا واحد من النخب الذين نهتدي بفكرهم وثقافتهم.
دعاء: رﺑﻨﺎ إﻧﻨﺎ ﺳﻤﻌﻨﺎ ﻣﻨﺎدﻳﺎ ﻳﻨﺎدي ﻟﻺﻳﻤﺎن أن آﻣﻨﻮا ﺑﺮﺑﻜﻢ ﻓﺂﻣﻨﺎ، رﺑﻨﺎ ﻓﺎﻏﻔﺮ ﻟﻨﺎ ذﻧﻮﺑﻨﺎ وﻛﻔﺮ ﻋﻨﺎ ﺳﻴﺌﺎﺗﻨﺎ وﺗﻮﻓﻨﺎ ﻣﻊ اﻷﺑﺮار.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف