الجمهورية
محمد الفوال
بهدلة الممولين
آن الأوان أن تتوقف ظاهرة بهدلة المواطن داخل الدوائر الحكومية التي قصدها لتخليص أوراق أو استخراج مستندات إلي متي ظاهرة الزحام والطوابير المزمنة في جهات لا تعرف النظام ولم يزرها التطور ولم يدخل إليها الكمبيوتر حتي الآن رغم أن بعضها تدر دخلاً هائلاً لميزانية الدولة.
عشت تجربة مريرة مع جهتين حكوميتين في يومين متتاليين الأولي شهر عقاري في مصر الجديدة أغلق أبوابه الساعة الثانية عشرة ظهراً بدعوي انقطاع النور بسبب "ماس في لوحة الكهرباء" ولن يعمل قبل يومين أو أسبوع والله أعلم فذهبت إلي شهر عقاري في مدينة نصر يعمل يدوياً أي أن الموظف يكتب كل شيء بيده وعليك الانتظار حتي يأتي دورك أو لا يأتي إذا خالفت التعليمات والأوامر ثم الانتقال بأوراقك من موظف لآخر لثالث حتي الموظف السادس وعليك العودة لكل منهم لإضافة بصمته النهائية ويا ويلك إذا كان ورقك ناقصاً أي شيء عليك العودة بأوراقك لطابور كنت قد خرجت منه سالماً وعليك الانتظار حتي يأتي دورك مرة أخري يكون النهار قد انتصف وأنت لم تقطع سوي نصف المشوار.
الطوابير أفضل من الزحام غير المنظم وأنت حظك ومواهبك في القفز علي دور مواطن آخر وبصراحة كل شيء متهالك في المكان من المكاتب إلي المراوح إلي سلالم العمارة وقلة عدد الموظفين ويشكون من أن كل موظف يخرج إلي المعاش أو ينتقل لمكان آخر لا يعين غيره.
الجهة الثانية كانت مأمورية ضرائب عقارية هي الأخري تعمل يدوياً ومن خلال دفاتر يعلوها أكوام من التراب متآكلة بفعل العتة لم أر جهاز كمبيوتر واحداً بها. سوء التخطيط والإدارة والمهلة القصيرة لملايين الممولين حولت مقار المأموريات إلي يوم الحشر زحام شديد لا مثيل لا يرحم السيدات أو كبار السن ولا حتي الشباب لا تجد موظفاً تستفسر منه عن الخطوات المتبعة فكل موظف حوله المئات والمطلوب منك تلف كعب داير علي ستة أو سبعة موظفين لا تصل إليهم إلا بعد معركة شد وجذب والمأمورية تخدم ملايين الشقق تعمل بأقل عدد من الموظفين يعملون يدوياً ويحتاج الموظف وقتاً طويلاً لإنهاء أوراق "ممول" واحد والزبائن بالآلاف في اليوم الواحد وبصراحة يعملون في ظروف غاية في الصعوبة وفي أجواء شديدة الحرارة والرطوبة ويتحملون بصبر أيوب هذه الأجواء وأحياناً هم يتعنتون أيضاً.
ألا يوجد حل لهذا الزحام الشديد يمد المهلة ثلاثة أو ستة شهور لتجنيب المواطن التعذيب والتهذيب ويستريح الموظف من العذاب اليومي ولماذا لا يتم ميكنة المصلحة التي تدر المليارات سنوياً لماذا إهمالها إلي هذه الدرجة؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف