الأخبار
نبيل زكى
كلمة السر .. طعنة مقابل الولاء!
علي مدي عقود من الزمن.. ظل الدروز الطائفة الأكثر إخلاصاً لإسرائيل بين كل الأقليات.. وهناك نصب تذكاري لأكثر من ٤٢٠ من الجنود الدروز الذين قتلوا في حروب شنتها إسرائيل ضد العرب.. وكان الاسرائيليون يصفون الدروز، الذين يشكلون نسبة ٨٪ من العرب في إسرائيل، بأنهم »الأخوة في الدم»‬.
الآن يعتبر الدروز في اسرائيل انهم تلقوا طعنة وإهانة جارحة ولاذعة وتعرضوا لخيانة سافرة من جانب حكام اسرائيل مقابل تعاونهم مع اليهود منذ تأسيس الدولة.. والسبب هو قانون الدولة القومية الذي لايعترف بوجودهم ولايكتفي بعدم الاعتراف بوجود الفلسطينيين.
وأصبح واضحاً ان رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو قام بتمثيلية لنسف الاجتماع الذي عقد في تل ابيب يوم الخميس الماضي مع زعماء الطائفة الدرزية قبل ان يبدأ.. فقد قال إنه لا يقبل أي مساس بمكانة رئيس الحكومة أو الدولة من جانب شخص يصف اسرائيل بانها دولة »‬ابارتايد» »‬فصل عنصري»، في إشارة إلي بيان نشره »‬أمل أسعد»، الجنرال الدرزي المتقاعد، علي صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي قبل عدة أيام.. والحقيقة ان أمل أسعد قال في صفحته ان قانون القومية شرير وعنصري ويمكن ان يجعل من اسرائيل دولة »‬ابارتايد»، المهم ان نتنياهو أعلن إنهاء الاجتماع وانسحب غاضباً وسط ذهول زعماء الدروز.
وكان نتنياهو قد تأكد قبيل هذا الاجتماع ان محاولاته لإلغاء مظاهرة الدروز في ميدان رابين في تل ابيب مصيرها الفشل، وهو المظاهرة التي شارك فيها اكثر من مائة ألف إسرائيلي يوم السبت الماضي تحت شعار »‬حقوق متساوية لجميع المواطنين» و»‬نعم للمساواة لا للرشوة» والمقصود بالشعار الأخير ان نتنياهو حاول امتصاص غضب الدروز بتقديم حزمة من التسهيلات لدعم المؤسسات التعليمية والثقافية والدينية الدرزية، وهو ما اعتبره شباب الدروز بمثابة رشوة مرفوضة.. هدفها إنهاء المعارضة الدرزية للقانون المشئوم.
وجاءت المظاهرة الدرزية الحاشدة بعد ان تأكد لدي الدروز ان نتنياهو لن يقوم بالغاء قانون القومية أو حتي إجراء تعديلات علي نصوصه.
كذلك تعرض عضو الكنيست »‬آڤي ديختر»- من حزب الليكود- لهجوم حاد خلال إلقائه لخطاب مساء الخميس الماضي اثناء مؤتمر في الجليل لتوزيع منح مالية للطلاب الدروز، وقاطع بعض الطلاب خطابه ووصفوه بانه عنصري ونازي، ودعوا الطلاب الدروز إلي رفض تسلم المنح.. والمعروف أن ديختر من مؤيدي قانون القومية.
هل دخل نتنياهو عش الدبابير؟
هذا هو السؤال الذي تطرحه صحيفة »‬هآرتس» الاسرائيلية،
وهل من السهل ان يطبق نتنياهو أسلوبه المعهود في تشويه معارضيه وأنه يتعامل مع الدروز بنفس الازدراء الذي يتعامل به مع الفلسطينيين؟ وهل سيفلح في ممارسة طريقته المعتادة حيث يلجأ في الأزمات إلي منهج »‬فرق.. تسد»؟
الآن.. هناك دعوة وسط الدروز لرفض التجنيد في الجيش الاسرائيلي. والحملة من أتباع نتنياهو علي هؤلاء الدروز وصلت إلي حد اتهامهم بتلقي تمويل من الخارج! وان »‬الإخوة في الدم» اصبحوا يساريين يطعنون اسرائيل في ظهرها!! وانه بامكانهم مغادرة البلاد والإقامة في سوريا ليختبروا قدرتهم علي التحمل!!
والسؤال الأهم: هل سيصمد الدروز في هذه المعركة؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف