محمد بركات
بدون تردد .. المصالحة الفلسطينية
منذ عدة أيام وبالتحديد في نهاية الأسبوع الماضي، تناولت في هذا المكان موضوع أو قضية »صفقة القرن» التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي »ترامب» فور انتخابه وتوليه رئاسة الدولة الأقوي في عالم اليوم،..، وقلت إنه كان قد بشرنا في إعلانه هذا بأن هذه الصفقة تحمل في طياتها الحل السحري للقضية الفلسطينية، وإنها ستضع نهاية دائمة وعادلة للصراع العربي الإسرائيلي، الذي طال أمده واستطال تأثيره.
وذكرت أن الحقائق علي الأرض أصبحت تؤكد بما لا يدع مجالا للشك، أن الصفقة المزعومة لم تكن سوي محاولة أمريكية فجة لمنح إسرائيل كل شيء، وتمكينها من سلب الشعب الفلسطيني كل ما تبقي له، وتجريده من حقه المشروع في إقامة دولته المستقلة علي أرضه المحتلة في عام 1967 وعاصمتها القدس العربية.
وخلصت في نهاية المقال إلي التأكيد علي أن ذلك الوضع يؤكد أن صفقة ترامب قد ولدت ميتة، وأن وفاتها قد أعلنت رسميا يوم قراره الظالم والمتعسف بنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلي القدس، وأن هذا القرار قد أفقد امريكا المصداقية ولم تعد تصلح وسيطا نزيها ولا راعيا لعملية السلام الفلسطيني الإسرائيلي،..، وهو ما دفع الرئيس الفلسطيني »أبو مازن» لرفض هذه الصفقة كما رفضتها أيضا مصر والسعودية والأردن والدول العربية الأخري.
وفي أعقاب نشر المقال، تلقيت العديد من الرسائل الهاتفية والمكتوبة ، يتساءل أصحابها عن مستقبل القضية الفلسطينية وجهود السلام في ظل الواقع القائم الآن وما ثبت من الانحياز الأمريكي الكامل لإسرائيل، وفراغ صفقة القرن من أي محتوي إيجابي.
وردا علي تلك التساؤلات أقول.. إن مستقبل القضية الفلسطينية مرهون بتحقيق المصالحة الفلسطينية والوصول لوحدة الصف والقرار الفلسطيني.. وأن ذلك هو الطريق الوحيد المؤدي للوصول للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وقيام دولته المستقلة،..، وبدون ذلك لا أمل ولا رجاء.
ولذلك دعونا نأمل في نجاح الجهود المبذولة حاليا للمصالحة الفلسطينية الفلسطينية بين الضفة وغزة، كي نستطيع فتح الباب الموصل للدولة الفلسطينية.