بعد سنوات طويلة من التهميش والتجاهل والإقصاء وسيطرة الرجال علي الحياة السياسية خرجت المرأة عن صمتها وقد تصدرت المشهد السياسي بعد ثورة 30 يونيو بقوة وفاعلية.. لقد لعبت المرأة دوراً مؤثراً في الحياة السياسية لا يمكن إغفاله حيث خرجت إلي الشوارع وانطلقت في جميع الميادين للتصدي للاخوان دفاعاً عن هوية مصر التي حاولوا تشويهها ومحوها وكانت أحد العوامل الفاعلة في الإطاحة بالإخوان.. وبعدما جاء "الرئيس السيسي" الذي كان يحمل رؤية عصرية تنموية لبناء دولة عصرية حديثة كان يؤمن أن المرأة تعد أحد أركان بناء هذه الدولة والنهوض بها.. لذلك سعي إلي رد اعتبارها وإعطائها المكانة اللائقة بها كشريك أساسي في بناء المجتمع وعنصراً هاماً في عملية التنمية المستدامة المنشودة.. وقد حصلت المرأة علي العديد من المكتسبات غير المسبوقة منذ تولي الرئيس السيسي وقد بدأت عملية التمكين للمرأة بخطي سريعة.. لقد كانت البداية في الدستور حيث تم تخصيص العديد من المواد المتعلقة بحقوق المرأة المصرية حيث أكد علي حق الإنسان في الكرامة دون تمييز بين الجنس أو اللون أو الدين أو الأصل أو الاعاقة.. وقد نصت المادة 180 من الدستور علي إلغاء كافة أشكال التمييز ضد النساء وضمان تمثيل مناسب لها في المجالس.. وقد كانت الخطوة الأولي والبارزة للتمكين السياسي للمرأة هي تمثيلها في البرلمان حيث كان تمثيلها بنسبة 14.6% أي بما يعادل 89 مقعداً في البرلمان.. وقد كانت هذه أول وأعلي نسبة تمثيل للمرأة في البرلمان وقد نص أيضاً علي تخصيص ربع المقاعد في المجالس المحلية لها.. وقد تصاعدت نسبة التمثيل للمرأة في المناصب الحكومية وقد صار لها دور لا يقل عن دور الرجل في إدارة الحياة السياسية والاقتصادية.. لقد كفل لها الدستور أيضاً حقها في التعيين في الهيئات القضائية دون تمييز ضدها فهي لها الحق في التعيين في النيابة العامة والقضاء العالي ومجلس الدولة والمحكمة الدستورية العليا والقضاء العسكري وأيضاً الجهات القضائية كالنيابة الإدارية وهيئة قضايا الدولة.. وقد كانت عملية التمكين السياسي من خلال تبؤها المناصب الوزارية وقد كان نصيبها من الحقائب الوزارية أربع حقائب في ظل وزارة شريف إسماعيل تصاعدت إلي ست حقائب فيما بعد.. ومع تولي الوزارة الجديدة ارتفع عدد الحقائب الوزارية إلي ثماني حقائب وهو ما يمثل 25% من الحقائب الوزارية.. وقد أولي الرئيس السيسي قدراً كبيراً من الاهتمام بالحد من العنف بكافة أشكاله ضد المرأة وتوفير الأمن لها في أماكن تواجدها.. لذلك فقد تراجعت نسب التحرش الجنسي علي نحو ملحوظ في الأعياد والأماكن المزدحمة وذلك بالتعاون بين وحدة مكافحة العنف بوزارة الداخلية والعديد من المبادرات المعنية بمكافحة التحرش الجنسي.. ولقد كان للمجلس القومي للمرأة دور بارز في مسيرة تمكين المرأة عبر العديد من المبادرات وورش العمل والسياسات التي كان آخرها مبادرة "معاً" والتي تهدف إلي تأهيل الشباب المقبلين علي الزواج.. وقد وجه الرئيس السيسي في المؤتمر السادس للشباب إلي ضرورة عمل دورات تدريبية للشباب لتأهيلهم علي الحياة والواجبات الأسرية للحد من حالات الطلاق المخيفة.