السيد البابلى
الوزيرة ونور .. ولوحة المحافظ .. والطلاق!!
الدكتور محمد العقبي. المتحدث باسم وزارة التضامن الاجتماعي. قال إن الوزيرة تتابع قضية الطفلة نور. ضحية التعذيب بالساحل الشمالي بشكل شخصي. وأنه تقرر البدء في تنفيذ برنامج للدعم النفسي والصحي للطفلة.
والكلام شكله جميل. ولكنه لا يعكس الحقيقة. وهي أن وزارة التضامن قد تقاعست في حماية وسلامة الأطفال الذين يتم الدفع بهم في سوق العمل بلا إنسانية وبلا رحمة وبلا أي ضمانات أو حقوق صحية أو تأمينية.
وإذا كانت الطفلة نور التي نالت عقاباً امتد للضرب والتعذيب بسبب إقدامها علي تناول قطعة حلوي بدون إذن رب الأسرة التي تعمل بها قد نالت اهتماماً إعلامياً سيساعدها علي تجاوز محنتها فإن هناك آلاف الأطفال يتم استغلالهم في سوق العمل ويتعرضون لشتي أنواع الانتهاكات الجسدية والنفسية دون أن يكون هناك ردع ولا عقاب.
ولقد كتبنا في هذا المكان مراراً وتكراراً نتحدث عن مقاولي النظافة الذين "يشحنون" الأطفال في سيارات نصف نقل مكشوفة ليأتوا بهم للقاهرة لنظافة الشوارع في أحياء المدن الجديدة.
وقلنا ونقول إن هؤلاء الأطفال والسيدات يعملون تحت أشعة الشمس الحارقة في ساعات النهار الخانقة دون أي طعام أو ماء ويقفون في الشوارع يتسولون من قائدي السيارات إمدادهم بزجاجات المياه.
ولم تتحرك الوزارة لمنع ذلك.. ولم نجد صوتاً واحداً من جمعيات المرأة والطفولة ينتفض دفاعاً عن هؤلاء البؤساء وحقهم في الحياة الكريمة.. ولن نجد من يهتم أيضاً بالحديث عن الأبعاد النفسية والصحية التي يتحدث عنها الدكتور العقبي المتحدث باسم وزارة التضامن.
القضية لا تتعلق بالطفلة نور وحدها. وإنما بأطفال الشوارع وكل طفل يحرم من طفولته وتعليمه ويلقون به في سوق العمل لاغتيال براءته وضياع مستقبله.
***
والناس لم تعد تتقبل تجميل المشهد.. والناس تبحث عن الإنجاز.. والوفاء بالعهود.. الناس تريد أن تشعر بأن المسئول معها في قلب الحدث وأنه معها أيضاً يشاركها المشاعر والتطلعات.
والناس علي استعداد لتقبل الواقع إذا لم يكن هناك بديل آخر. ولكنها لا تقبل بتجاهل مطالبها خاصة إذا كانت مشروعة.
والناس في محافظة الدقهلية قامت بتحطيم لوحة تذكارية للمحافظ في أحد الميادين لأنها لم تجد جدية في الأداء واستجابة لنداءاتها في رصف الطرق لمنع الحوادث أو في إيجاد مشروع لتشغيل شبابها.
والناس في سلوك خاطئ قامت بتحطيم اللوحة التذكارية. وكأنها علي ما يبدو تقول للمحافظ وداعاً قبل حركة تغيير المحافظين.
***
ونحذر.. نحذر من شراء الذمم والنفوس في مجال الرياضة. فالرياضة وخاصة كرة القدم لم تعد مجرد منافسات وبطولات وإنما هي الآن في صميم السياسة.. وقد تصبح أم السياسة أيضاً.
وما يحدث في الوسط الرياضي حالياً من تجاوزات في التصريحات وإطلاق للاتهامات وتشويه لقيادات الأندية الجماهيرية. ودخول عدد من الإعلاميين في خط المواجهة للخدمة والدفاع عن شخصيات رياضية استثمارية نافذة يؤكد ويعكس نوعاً جديداً من الفتنة الكروية قد تكون لها أيضاً انعكاساتها علي علاقات الشعوب وقد تتحول إلي فتنة من نوع آخر.
***
ونترك الرياضة لقضايانا الاجتماعية.. وهي أخطر قضايانا الآن ارتفاع معدل ونسب الطلاق في المجتمع.
ونقيب المأذونين في مصر إسلام عامر يعلق علي ذلك بالقول إن ارتفاع نسبة الطلاق في الفترة الأخيرة قنبلة ستنفجر في وجه المجتمع.
وكلام النقيب يأتي متوافقاً مع ما نراه ونلمسه وما نسمع عنه من قصص ومآسي عن زيجات لم تعد تستمر أياماً معدودة وعن انتشار ظاهرة الأم الشابة المطلقة التي تحمل طفلها معها لمكان عملها والتي قررت أن تعيش حياتها بدون زواج من أجله.
أسباب الطلاق أصبحت كثيرة ومتنوعة. ولكنها تعكس ظاهرة تستفحل وخطراً اجتماعياً مقلقاً.. وتعكس أيضاً غياب الكبار واختفاء الأسرة التقليدية بعاداتها وحرصها علي إنجاح الزواج بأي شكل وثمن.. وأسهل حاجة هي الطلاق..!
***
وبعيداً عن مشاكلنا وهمومنا فإن البعض يعيش مشاكل من نوع آخر.. ويفتعل المشاكل لكي يتاجر بها ويزايد عليها.
وإيران التي تدخل معركة وهمية ضد الولايات المتحدة الأمريكية قررت استغلال القضية سياسياً والترويج لفكرة أنها مستهدفة وأنها لا تدور في الفلك الأمريكي.
والعميد أمير حاتمي وزير الدفاع الإيراني يقول إن أمريكا رصدت 500 مليار دولار لزعزعة أمن إيران..!
ويا سيادة العميد.. تتحدث عن خمسمائة مليار دولار لزعزعة أمن إيران..! وأكيد الأمريكان هم من أطلعوه علي هذا الرقم.. خمسمائة مليار دولار تكفي لزعزعة استقرار العالم كله وليس إيران فقط..!!