من الصعب الآن تخصيص مقال واحد لحادث واحد فقط، ثم الانتظار أسبوعا آخر للحديث عن حادث غيره، ليست الصعوبة بسبب كثرة الحوادث فقط، لكن لغرابتها أيضا، وتسارعها، كأن مجتمعنا مشترك فى مسابقة المجتمع الأكثر تحملا للحوادث الغريبة والسريعة.
من الملاحظ منذ فترة دخول شباب صغير السن عالم الجريمة بكل أنواعها، خاصة حالات قتل الأطفال بعد اغتصابهم، ثم حالات القتل بدافع السرقة، وآخرها قتل طالبة الأزهر التى كانت تتشارك المسكن مع زميلات لها، ثم واقعة حوار مجموعة الصبية الذين يعملون بتهريب الملابس ببورسعيد، وغيرهم كثير مما لا يسلط الإعلام الضوء عليه.
ورغم أننى وكتيبة كبيرة جدا من الصحفيين المشغولين بمشكلات وطننا، سنموت ونحن ما زلنا نكتب حلولا مقترحة لأصحاب القرار لإنقاذ هؤلاء الشباب الذى يتسرب من مؤسسات التعليم، أو لا يدخل أصلا لمنظومة التعليم، فلا يأخذ أحد بكلامنا، ونشعر أننا نتكلم فى عالم آخر.
هؤلاء الشباب الذين يعتبرون قوة البلد فى اليد العاملة، والذين يمكن تدريبهم بمدارس فنية، أو توفير قنوات شرعية لإلحاقهم بعمل شريف، لكن من يفعلها؟.
- مدير مستشفى قصر العينى، خرج ليخبر الناس بأن عمليات أخذ القرنية من المتوفى تتم منذ فترة طويلة جدا، إذن ماذا حدث هذه المرة، لنرى رجلا ميتا تنزف عينيه بهذا الشكل؟، نحن نعلم جميعا أن القرنية هى جزء سطحى من العين، وأن أخذها بعد الوفاة لا يسبب كل هذا النزف، غير أن هذه المرة قد يكون الإهمال وصل لأنه لم يوجد طبيب مختص لأخذ قرنية المتوفى، فقام أحد عمال المشرحة باقتلاع العين بالكامل بهذه الوحشية ليفتضح الأمر، وتنفجر المشكلة للحديث المجتمعى فجأة.
لماذا لا يكون هناك حملات توعية للتبرع بالقرنية بعد الوفاة، مثل حملات التبرع بالدم؟، لماذا على الناس أن يتفاجأوا دائما بأنهم أرخص شىء؟!.
التبرع بالأعضاء موجود، ويتم بموافقة أطرافه، فقط عليكم إعلام الناس، بأن هذه الجزء البسيط جدا الذى يتعفن أولا، قد ينقذ إنسانا آخر من العمى، ولينعم الميت فى ثوابه، الفكرة فقط تكمن فى أمانة التعامل، وستجدون من يتجاوب ويتبرع بكامل رضاه.
- لا أعرف غرام المحليات أو المحافظات بتشييد الأسوار الحديدية لغلق الطرق والميادين أمام حركة مرور الناس بحرية فى الشوارع، ثم يقوم بعض الناس بنزع أجزاء من هذه الأسوار الحديدية ليعبر منها بعض من لا يقدرون على السير لمسافات طويلة للوصول لنهاية السور الحديدى، أو للعبور عبر نفق المشاة، هناك مسنون غير قادرين على المشى أصلا، ولا على استخدام السلالم، ولا على المشى طويلا فى هذا الحر، أقول هذا عن السور الحديدى العظيم بميدان الجيزة، وبالأزهر، وبشارع الهرم أيضا، وأماكن أخرى، لكننى فعلا أرى الناس تتعذب لعبور الطريق من فتحات ضيقة يقفون أمامها فى طوابير طويلة.
- نشاط اجتماعى.. بعض الناس الذين عانوا فى بداية حياتهم من ظلم ما، أو معاملة سيئة من الأمهات والحماوات، عندما يكبرون فى السن، ويكونون فى نفس الوضع، يقومون بتخريب حياة الأبناء وزوجاتهم، كأنهم يثأرون لما حدث لهم قديما بأثر رجعى، ناسين أو متناسين، أن من ظلموهم قد ماتوا، وأن الجيل الحالى يحتاج منهم الإرشاد بالخبرة، لتجنب خراب البيوت وتشريد الأطفال، لكن قد تكون النفوس ليست سوية، فاحذروا ألف مرة تدخلات الأهل فى ما يدعون أنه تدخل لحل المشكلات، فتنتهى بالطلاق.