محمد بركات
قناة السويس الجديدة وإرادة شعب مصر
بدون تردد
شاءت الأقدار أن تجعل من قناة السويس سجلا حافلا وشاهدا حيا، يروي قصص البطولة والشرف لمصر وشعبها، في كفاحهم من أجل الاستقلال والتحرر خلال التاريخ المعاصر، منذ بداية إنشاء القناة علي يد الخديو سعيد ابن محمد علي، وافتتاحها علي يد أخيه الخديو إسماعيل في منتصف القرن التاسع عشر.
ثم تأميمها وتمصيرها علي يد الرئيس عبدالناصر وما تلا ذلك من عاصفة معركة السويس عام ١٩٥٦ والتي غيرت موازين المنطقة وأدت إلي ما بعدها من أحداث جسام، وصلت ذروتها بحرب ١٩٦٧ وتوقف الملاحة بالقناة بعد النكسة،..، ثم إعادة افتتاحها بعد انتصار أكتوبر والعبور العظيم علي يد الرئيس السادات في ١٩٧٥،..، وصولا إلي تجديد شبابها وأزدواج مجراها الملاحي علي يد الرئيس السيسي في عام ٢٠١٥ بتمويل كامل من مدخرات المصريين.
وللحقيقة وللتاريخ نقول إن الانجاز العظيم التي تحقق علي أرض الواقع في منطقة القناة في مثل هذه الأيام من عام ٢٠١٥،..، والذي تم بمقتضاه إنشاء وافتتاح قناة السويس الجديدة خلال عام واحد فقط بدلا من ثلاثة أعوام،..، يعد بكل المقاييس ملحمة بطولية رائعة تؤكد قدرة المصريين علي تحدي كل الصعاب والتغلب علي كل العقبات وصولا للهدف الذي يسعون إليه.
وهذا الانجاز العظيم الذي تحقق بفكر وجهد وعرق المصريين، كان في جوهره ومضمونه شهادة حية تؤكد للعالم في هذا الوقت عام ٢٠١٥ علي استفاقة مصر من غفوتها وعودتها اليقظة للقيام بدورها وسعيها لاستعادة مكانها ومكانتها الاقليمية والدولية رغم أنف الكارهين من قوي الشر وجماعة الإرهاب.
كما كان في الحقيقة تأكيد علي عودة الثقة للمصريين في أنفسهم وقدرتهم علي تحقيق ما يطمحون إليه، في ظل قيادتهم الوطنية الساعية لتحقيق إرادة الشعب في بناء الدولة الوطنية الديمقراطية القوية والحديثة.