الأخبار
رضوى عبد اللطيف
إسرائيل العنصرية

لم يكن غريبا أن يوافق الكنيست الإسرائيلي علي قانون يهودية الدولة الذي جعل من إسرائيل دولة يهودية لا تعترف بالديانات والهويات الأخري. فالدولة المحتلة التي تعتنق الفكر الصهيوني وقامت بتوطين يهود العالم في »أرض الميعاد»‬ قررت بعد عقود من الكذب أن تظهر حقيقتها للعالم بعد أن ظلت تصور نفسها كدولة ديمقراطية تحترم حقوق الأقليات وتقصد العرب والمسلمين كي تجمل من صورتها كدولة إرهابية دأبت علي قتل العرب والمسلمين. وسأعرض نموذجين تعتبرهما إسرائيل مواطنين من الدرجة الثانية والفرق بينهما كبير.
النموذج الأول هم عرب 48 الفلسطينيون الذين رفضوا أن يتركوا أرضهم بعد النكبة وهم في رأيي الأكثر وطنية للقضية الفلسطينية. ولكن حصولهم علي الجنسية الإسرائيلية والانصياع لكل قوانين الدولة المحتلة ومشاركة نسبة منهم في الكنيست الإسرائيلي كانت نقاط خلاف جوهرية لتعاملهم مع الاحتلال واضفاء الشرعية علي وجوده. ورغم ذلك دافعوا ببسالة عن حقوقهم كفلسطينين محتلين فتصدوا لاقتحامات المسجد الأقصي ودافعوا عنه باعتبارهم يشكلون مع المقدسيين درع الحماية الأول لكل المقدسات في مدينة القدس أمام الحملات الهمجية الإسرائيلية لتدمير وتدنيس المقدسات الإسلامية والمسيحية. وظلت إسرائيل تستغل وجودهم لتنفي اتهامها بالعنصرية مدللة علي ذلك بوجود أحزاب عربية ونواب عرب داخل الكنيست الإسرائيلي. ولكن علي أرض الواقع هم يمثلون لإسرائيل أكبر كابوس ، فأعدادهم تتزايد مهددة الطابع اليهودي للدولة ومازالوا يحتفظون بهوبتهم وثقافتهم العربية وديانتهم الإسلامية ويقفون دائما في وجه خطط الاستيطان ومؤامرات نهب وسلب المزيد من الأراضي الفلسطينية. ولا يجندون في الجيش الإسرائيلي ويجدون وظائف بصعوبة شديدة فضلا عن الاعتداءات المستمرة التي تطالهم من المستوطنين في المواصلات والشوارع التي كتبوا علي جدرانها عبارة »‬ الموت للعرب».
وأمام نموذج عرب 48 الفلسطيني المناضل نجد نموذج طائفة الدروز وهم عرب أيضا ولكنهم اختاروا منذ البداية طريق الخيانة وأعلنوا الولاء التام لإسرائيل والفكر الصهيوني وتخلوا عن هويتهم العربية من أجل الحفاظ علي الهوية الإسرائيلية. وألحقوا شبابهم في صفوف الجيش الإسرائيلي. وجعلتهم إسرائيل ديانة مستقلة في قوانينها حيث يعرفون بدروز إسرائيل. ولكن مع صدور قانون يهودية الدولة الذي اعتبرهم مواطنين من الدرجة الثانية يتظاهرون اليوم منددين بعنصرية إسرائيل بعد كل الخدمات والتضحيات التي قدموها لدولة الاحتلال. ولكن ما يعنينا هنا هو الكشف عن حقيقة إسرائيل التي لم يسلم من أذاها حتي الحلفاء الخونة.
وسنظل علي يقين أنها دولة العنصرية الأولي في العالم وأن طبيعتها كانت واضحة منذ البداية، عندما فرقت بين اليهود أنفسهم في الامتيازات والحقوق والواجبات وأعطت الأفضلية ليهود الأشكناز القادمين من أوروبا الشرقية أصحاب الجنس السامي علي يهود السفرديم القادمين من الشرق الأوسط والذين اعتبرتهم عمالة رخيصة تغنيهم عن الفلسطينيين. أما يهود الفلاشا أصحاب البشرة السمراء القادمون من أفريقيا فهم عبيد داخل إسرائيل.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف