الأخبار
احمد سالم
محفوظ عجب ونمبر وان.....
عالمصري دور ......

هاجت الدنيا وماجت وانتفض الكثيرون اشفاقا علي الولد البائس محفوظ صاحب واقعة بورسعيد الشهيرة والذي برر عمله في التهريب بانفاقه علي أسرته الفقيرة،واتخذ البعض هذه الرواية_ التي تصلح فصلا في احدي روايات تشارلز ديكنز _ ذريعة للهجوم علي الدولة الظالمة متهمين اياها بالتغاضي عن مطاردة كبار المهربين مقابل القبض علي هذا المحفوظ الفقير ابن محافظة سوهاج والتي انجبت مايقرب من نصف اغنياء ومقاولي مصر من اصحاب قصص الكفاح الخالدة.. قبل ان يتبين كذبه عندما ظهر والده مؤكدا انه من أصحاب الاملاك وان الولد كان يريد الاعتماد علي نفسه فقرر الاتجاه إلي عالم صغار المهربين !!!
و رغم ذلك تحول محفوظ إلي ايقونة الكفاح او كما قال له الاعلامي الكبير....عندك عزة نفس،واعلن المهندس نجيب ساويرس عن توفير وظيفة له قبل ان يسأله الولد بعجرفة...وانا ايش ضمنني !!!
أي هراء هذا يا سادة وأي استفزاز لملايين الشرفاء في هذا البلد المنكوب ببعض ابنائه؟؟!!!
كيف نعظم ونمجد المهربين ولم يمر سوي ايام قلائل علي استشهاد ثمانية عشرة من زهرة شباب بورسعيد المكافحين في حادث اليم أثناء توجههم للعمل في المنطقة الحرة !!
أشفق علي انفعالات طبيب حديث التخرج يحلم بزيادة بدل العدوي من ١٨ جنيه لرقم به صفرين فقط وهو يشاهد هذا العبث،و اكاد انفجر غيظا علي حال الولد الخلوق الذي حصل علي المركز الرابع في الثانوية العامة رغم عمله في توزيع الانابيب مع السيدة العظيمة والدته وهو يتلقي رسالة مفادها ان التهريب هو الحل للوصول إلي شاشات التلفزيون والتواصل مع كبار المسؤولين !!!
ايها المدافعون عن الباطل،قد التمس لبعضكم الاعذار لان الواقعة كانت درامية بعض الشيء ولكن ماذا عن تبرير الخطأ والحرام بدعوي الرحمة،أي رحمة تلك التي ننشر من خلالها تلك المبررات المقيتة لكل فاسد والتي قد تجعلني اقترح عليهم الاتي:
تعديل القوانين لاعفاء كل من هم دون الـ١٨ سنة من جميع العقوبات واغلاق نيابات ومحاكم الاحداث، اعفاء ابناء المحافظات الفقيرة من اي عقوبات تقديرا لظروفهم،واذا اغتصب أحدهم فتاة او سرق محمولا او حافظة نقود،نلتمس له كل العذر احتراما لظروفه مع اقتياده محمولا علي الاعناق إلي مدينة الانتاج الاعلامي بدلا من الذهاب إلي سجن طرة تأديبا وتهذيبا للدولة الظالمة!!!
يحضرني مثل شهير يقول....ماتربيش ديب في بيتك.... وذلك لأنه سيفترسك يوما،بعد أن شجعته وبررت له انتهاك حقوق الاخرين،اعلموا اننا اذا شجعنا صغار المهربين والمتحرشين والفاسدين،سيأتي اليوم الذي نكون نحن وأسرنا ضحايا اجرامهم.
وهاهو محفوظ عجب هذا الزمان يطل علينا في زي عبده موتة متحدثا بلغة الاسطورة،مهاجما المجتمع بنبرة الالماني وكلها سنوات قليلة وقد نكتشف انه قد أصبح نمبر وان أو الملك......في الاجرام.
لو كان الأمر بيدي لطالبت مشايخنا الأجلاء بتغيير ترتيب الكبائر بما يتلاءم مع المتغيرات الزمنية،فالقتل والسرقة والزنا رغم عظم ذنبها إلا أن اهميتها قد تتراجع أمام الفساد والرشوة والتهريب، وإذا شجعنا صغار المهربين والمتحرشين والفاسدين،سيأتي اليوم الذي نكون نحن ضحايا إجرامهم.


تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف