الأخبار
نهاد عرفة
الأغنية الوطنية
أحلام مصرية جداً

الأغاني والأناشيد الوطنية ليست مجرد شعارات تلقي في المناسبات الوطنية فقط، بل ضرورة ملحة تعزز من تلاحم الشعوب وتعزيز قيم المواطنة. واختفاؤها يثير التساؤل، هل نضبت المواهب المصرية التي طالما ألهبت الحس الوطني، ليس لدي الشعب المصري فقط بل للشعوب العربية والإفريقية وساهمت في حركات التحرر والاستقلال الوطني؟ التساؤل موجه للملحنين والشعراء الذين تزخر بهم مصر. نحن اليوم وفي أي وقت ودائماً نحتاج إلي الأغنية التي تساهم في إشعال الحس الوطني والوجداني وتعزيز الهوية الوطنية. هي التي أرخت لكل المناسبات والأحداث واللحظات النادرة التي مرت بمصر منذ ثورة 19 ضد الاحتلال الإنجليزي مجسدة في أغاني سيد درويش »أنا المصري كريم العنصرين»‬ و»قوم يا مصري» و»بلادي بلادي» ومروراً بثورة 52 التي لعبت دوراً كبيرا في تأصيل الوطنية وتشكيل الوجدان المصري كتبها شعراء وملحنون شباب في ذلك الوقت أمثال الأبنودي وأحمد شفيق كامل وصلاح جاهين وحسين السيد، والطويل والموجي ومكاوي، وانضم لهم أشهر المطربين والمطربات أمثال عبد الوهاب وعبد الحليم وأم كلثوم وشادية ووردة وفايزة أحمد وكثيرون غيرهم. »‬والله زمان يا سلاحي، عدي النهار، أحلف بسماها، الأرض بتتكلم عربي، إحنا الشعب، أصبح عندي الآن بندقية، الصابرين، باسم الله، الله أكبر، الربابة، حلوة بلادي، صورة، يا حبيبتي يا مصر، وقف الخلق، علي باب مصر، طوف وشوف.. إلخ» وأوبريتات الوحدة، والحرية.. عبرت عن الانتصارات والهزائم وجسدت أحلام المصريين، وساهمت في تنمية الوعي القومي. نحن أحوج ما نكون اليوم إلي الكلمة الصادقة التي تزيد التلاحم الشعبي وتقوي الانتماء للوطن، واللحن الذي يلهب المشاعر ويصور البطولة لشباب تسيل دماؤه علي أرض سيناء الغالية، الأغاني الوطنية الصادقة أهم عامل من عوامل هدم الشائعات واستدعاء الشعوب.


تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف