الجمهورية
عادل الحريرى
كيف نبني الإنسان؟!
خلق الله الإنسان وميزه عن كل المخلوقات وسخر له كل شيء فهو سيد عالمه وتاج دنياه فمن أجله شيدت الصروح وشقت الطرق ومدت الجسور ومهدت الأرض وانبثق النور.
وإذا كان تشييد الحضارات وبناء المجتمعات أشرف مهام الإنسان علي الأرض.. وإذا كانت عمارة الأرض من أجل الإنسان تعد أعمالاً شاقة فإن بناء الإنسان صحياً وتعليمياً ورياضياً وثقافياً وبيئياً وأخلاقياً ودينياً هو المهمة الأصعب لأنه مفتاح كل تقدم واللبنة الأساسية التي منها تتكون صروح المجتمعات.
وعندما تسعي أي أمة إلي النهضة والتقدم فعليها أن تستدعي أدواتها بالكامل لتحقيقها ويأتي علي رأس هذه الأدوات "الإنسان" كنز هذا الوطن ورصيده الباقي.
ولكي تتوافر البيئة الصالحة لبناء الإنسان فلابد من تجفيف منابع الفساد وإهدار الطاقات والموارد بإنشاء الآليات المناسبة للمراقبة والمتابعة والإدارة الحديثة.
وبالتالي فإن التنشئة الاجتماعية للإنسان تتوقف عليها نهضة الأمة بحيث تتوفر لدي الفرد كافة المقومات الأخلاقية والدينية والحضارية مع غرس عناصر الإيثار والتضحية لكي يؤمن إيماناً جازماً بأن تقدم المجتمع من تقدمه والعكس صحيح.
إن الاستثمار في بناء الإنسان يفوق كل استثمار لأن عائده يكون علي المجتمع بأسره لذا فإن بناء الإنسان المصري ينبغي أن يكون دوماً علي رأس أولويات الحكومة ومن أجل هذا هناك ملفات ساخنة وقضايا جماهيرية عديدة تنتظر الحكومة في مقدمتها الصحة والتعليم والثقافة والسياحة والاستثمار وتوفير فرص عمل للشباب واستكمال المشروعات القومية العملاقة من كهرباء وطرق ومحطات صرف ومياه وغيرها من المشروعات التي تنطلق في كل ربوع الوطن من أجل الإنسان.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف