السيد البابلى
الرد السعودي .. والمنظمات المشبوهة .. وأصحاب "الهمم"!!
ولا حديث في الساحة السياسية حالياً إلا عن الأزمة المثارة بين كندا والمملكة العربية السعودية. فكندا أصدرت بياناً غريباً تطالب فيه السعودية "بالإفراج الفوري" عن نشطاء المجتمع المدني الذين تم إيقافهم في السعودية. والبيان كان مستفزاً وغريباً. ويحمل لهجة جديدة. لم تكن معهودة في الدبلوماسية الكندية.. فالبيان لم يناشد أو يدعُ السعودية للإفراج عن النشطاء. وإنما جاء في صيغة الأمر المطالب "بالإفراج الفوري".. وهو تعبير يحمل نوعاً من الوصاية والتوجيه للسعودية.. ولم يكن غريباً أن يأتي الرد السعودي مناسباً ومتوافقاً مع البيان الاستفزازي الذي يمثل تدخلاً صريحاً في الشأن الداخلي للمملكة. والرياض قررت علي الفور استدعاء سفيرها من كندا. واعتبار السفير الكندي شخصاً غير مرغوب فيه وعليه مغادرة السعودية في 24ساعة فقط. وأوقفت أيضاً كافة التعاملات التجارية والاستثمارية الجديدة مع كندا. واحتفظت لنفسها بالحق في أي خطوات أخري.. والرد السعودي القوي كان مطلوباً وكان ضرورياً أن يكون بهذه السرعة من رد الفعل لإثبات حق السعودية في الدفاع عن سيادتها وقوانينها. ووضع حد لتدخلات دول أخري في شأنها الداخلي.. وهو أيضاً إجراء يعكس أنه ليس لدي السعودية ما تخشاه. وأن هذا الموقف هو السبيل الأمثل للرد علي بيانات الدول التي تُنصِّب من أنفسها حُماة للديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم.
* * *
وحين نتحدث عن أزمة السعودية وكندا. ورفض المملكة تدخلات الآخرين في شئونها فإننا نطالب بموقف عربي موحد في هذا الشأن. بعد أن أصبحت تقارير المنظمات الدولية وسيلة لابتزازنا والتأثير علي قراراتنا وسياساتنا. فقد اعتدنا في السنوات الأخيرة أن نهتم كثيراً بما يصدر من بعض المنظمات الدولية المسيسة من تقارير. واعتقدنا أنها تعبر عن إرادة دولية أو وجهات نظر إنسانية فتعاملنا معها باحترام وتقدير. ولكن الحقيقة أنها تقارير تعد بعناية للاستخدام في الوقت المناسب كوسيلة ضغط ضد الدول التي لا تخضع لسياساتهم ومصالحهم. وتنفذ مفاهيمهم وأفكارهم.
وحين ندعو إلي موقف عربي موحد تجاه هذه التقارير. فإننا نأمل في الوقت نفسه في صدور تقارير عربية مشابهة ومناظرة تتناول هذه الدول وتعلق علي أوضاعها وشأنها الداخلي أيضاً. وأننا قوة لا يستهان بها.. ولكننا لا نجيد استخدام مخزون القوة الفائض لدينا إلا في صراعاتنا ومشاكلنا العربية ــ العربية فقط.. ونقف عاجزين أمام التدخلات الأجنبية. وكل ما نفعله هو محاولة تبرئة أنفسنا والتأكيد علي أننا "مؤدبون".. و"مسالمون".. وحلوين كمان!!
* * *
ونترك الأزمات السياسية الخارجية لنتحدث عن قضية بالغة الأهمية تتعلق بالحق في التعليم لذوي الاحتياجات الخاصة أو الذين أصبح يطلق عليهم "أصحاب الهمم". وأهالي التبين بحلوان يطالبون ببناء مدرسة خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة لرعايتهم وتعليمهم.. وأهالي التبين علي حق في البحث عن فرصة لتعليم أبنائهم. ولكن بناء مدارس خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة لم يعد اتجاهاً تعليمياً وتربوياً مفيداً لذوي الاحتياجات الخاصة مهما كان عمق المشكلة. وكما تقول نائبة حلوان دينا عبدالعزيز فإنه يوجد قرار بتخصيص فصول في المدارس لذوي الاحتياجات الخاصة تمهيداً لدمجهم مع زملائهم في الفصول العادية. وهذا الأسلوب هو الأفضل من أجل التفاعل الاجتماعي السليم لذوي الاحتياجات الخاصة. ولكنه يتطلب التوعية وإرشاد الطلاب لكيفية مراعاة زملائهم من ذوي الاحتياجات ومساعدتهم علي التأقلم والاندماج والتعلم.
إننا لا نحتاج إلي مدارس خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة بقدر ما نحتاج إلي إيجاد ثقافة مجتمعية تحترم وجودهم وتقدم لهم المساعدة وتفخر بإصرارهم علي التعلم وتساند حقهم في الحياة وتمنحهم كافة التسهيلات والامتيازات أيضاً.
* * *
ويذكرنا "طباخ الرئيس" طلعت زكريا بأيام مبارك ويقول: إن مبارك دفع 8 ملايين جنيه من حسابه الخاص من أجل علاجه بعد أن كان قد فقد الأمل في الشفاء.
ومن حق طباخ الرئيس إذا كانت الرواية صحيحة أن يظل وفياً لمبارك. ولأولاد مبارك. ولأحفاد أحفاد مبارك.. فالمبلغ كبير.. واللي يدفع 8 ملايين جنيه "تبرع شخصي" يبقي ثروته كام؟!!
وعلي أي حال.. فإذا كان مبارك قد فعل ذلك من حسابه الخاص. أو من أي حساب آخر. فإن هذا موقف يحسب في النهاية له!!
* * *
وأخيراً.. الممثل محمد رمضان.. ملك "الترسو" الجديد.. مثله مثل لاعب كرة القدم الذي تهبط عليه الملايين فجأة. ويجد نفسه مشهوراً!!.. إما أن يتحمل الشهرة ويقاوم.. وإما أن يحتاط للزمن ويداري علي شمعته. ويدرك أن أيام الشهرة معدودة.. وإما أن يكون مثل محمد عباس لاعب النادي الأهلي السابق الذي كان من الممكن أن يكون أفضل مهاجم عرفته مصر.. وأضاعته المخدرات. وانتهي به المطاف في السجن!!.. رمضان يحتاج لتوجيه وإرشاد قبل فوات الأوان.