هانى عمارة
المشهد الآن بل هو تحالف إيرانى ـ أمريكى
عندما هدد الرئيس الامريكى ترامب بإلغاء الاتفاق النووى قبل عدة أشهر، كنت فى ضيافة أحد البرامج بالتليفزيون المصري، وسألنى المذيع وقتها عن توقعاتى وإلى اى مدى ستصل هذه التهديدات؟ وقتها قلت له: إن ترامب لن يلغى هذا الاتفاق الذى تم توقيعه بمشاركة عدة دول أوروبية كبيرة على رأسها بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وبعدها بعدة ايّام حدث ما توقعته، وأقصى قرار اتخذه الرئيس الامريكى هو الانسحاب من الاتفاقية مع التلويح بإعادة فرض العقوبات الاقتصادية.
وكنت أقول ذلك ليس رجما بالغيب و لكن استنادا الى معطيات حقيقية على الارض، كلها تؤكد ان ايران وأمريكا حلفاء فى الخفاء، وأعداء فى العلن، يتراشقون بالألفاظ لابتزاز العرب والحصول على اكبر قدر من المكاسب وقد حدث بالفعل، ان الدول الأوروبية وأمريكا حصلوا على مئات المليارات من الدولارات مقابل صفقات اقتصادية الى جانب شحنات الأسلحة.
وبعد كل ذلك جاء الْيَوْمَ الذى يعلن فيه الرئيس الامريكى مع قادة ايران دون قيد او شروط مسبقة، وتوقعاتى ان هذا اللقاء سيحدث بالفعل، وعلى العرب ان يعترفوا بأن ايران أصبحت قوة إقليمية مؤثرة فى المنطقة وصعبة الهضم والخضوع ، وتمكنت رغم الحصار من التمدد وبناء منصات للنفوذ فى عدد من دول الإقليم، فى العراق ولبنان و اليمن وسوريا، وعلى القادة ان يعيدوا حساباتهم فى ضوء هذه المعطيات، و لن يحدث ان تقوم قوى دولية مرة اخرى بالقيام بعمل عسكرى بالنيابة عنهم كما حدث من قبل، فإيران ليست العراق.
فاصل قصير: كونوا صادقين، فليس لأعمارنا أوقات مؤجلة للتوضيح. - جبران خليل جبران