مرسى عطا الله
كل يوم ضريبة الحرية وفاتورة الإصلاح!
هذا حديث من القلب ربما يحوز لمثلى أن يخاطب به أجيال جديدة وشابة فى مهنة الصحافة والإعلام استنادا إلى تجربة طويلة يزيد عمرها على 55 عاما متصلة أمضيتها راهبا فى محراب صاحبة الجلالة وليس يغيب عنى مدى صعوبة مثل هذا الحديث الذى أدرك مدى حساسيته فى ظل أجواء من اللغط التى قد تسمح بضياع الحقيقة بين من يرون فى أى تنظيم للممارسة الإعلامية قيدا على الحرية وبين من يباركون أى ترشيد للأداء للإسهام فى يقظة المجتمع واستعادة روح الأمل والرجاء فى الشارع المصرى تلبية لاستحقاقات مرحلة دقيقة يمر بها الوطن.
ولست أشك فى أننا جميعا حريصون على حرية الصحافة ولا نريد تحت أى مسمى أن يتم المساس بهذه الحرية ولكن ينبغى علينا أن ندرك أن الحفاظ على الحرية يستوجب الالتزام والتدقيق قبل النشر لتجنب تعريض أمن الوطن للخطر بسبب الشطط الذى ينزلق إليه البعض!
لعلى أكون أكثر وضوحا وأقول: إن بعض ما يجرى تضخيمه مثلا حول الفاتورة الباهظة للإصلاح الاقتصادى دون الإشارة إلى الواقع الصعب الذى وجدنا أنفسنا عليه ويستحيل استمراره أو السكوت عنه يمثل تشكيكا لا يجوز ومسايرة لإعلام الفتنة والتحريض المعادى لمصر الذى يسعى منذ سنوات لتشويه الصورة وخلط الأوراق والإيحاء بأن مصر وحدها دون سائر الدنيا هى التى تعانى من الغلاء والبطالة وعجز الموازنة رغم أن ذلك هو حال معظم دول العالم وإن تفاوتت النسب حسب ظروف وإمكانات كل دولة على حدة!
ولعل ذلك ما يدفعنى إلى القول بحاجتنا إلى لحظة صدق مع النفس توفر شجاعة القدرة على حسن قراءة الواقع والاستمساك باستراتيجية التبشير بالأمل بدلا من مجاراة أعداء الوطن الذين يسعون لبذر بذور اليأس والإحباط فى نفوس مجهدة ومتعبة من فاتورة الإصلاح!
خير الكلام:
<< من يبيعون ضمائرهم مستعدون لأن يبيعوا كل شىء!