الأخبار
محمد بركات
عواصف الخلاف والجدل حول المهرب الصغير
بدون تردد
الواقع علي الأرض يؤكد أن مشاعر الوجع الانساني الذي ألم بالكثيرين منا، بعد ان تلقينا صفعة الطفل السوهاجي البائس، الذي ضبط متلبسا بالتهريب في جمرك بورسعيد، وهو يرمينا بعدم الاحساس بالفقراء كتبرير لما فعل،..، لم تكن هي وحدها فقط المسئولة عن عواصف الجدل التي ثارت بين المواطنين دفاعا عن الطفل أو هجوما عليه.
لكن هناك بالتأكيد العديد من الظواهر والمسببات الأخري، التي طفحت علي السطح في الآونة الأخيرة، دفعت لوجود هذه العواصف الجدلية حول الواقعة، وأدت إلي موجة التعاطف العام مع الصبي، رغم ثبوت ارتكابه لجريمة التهريب واعترافه بها.
وفي هذه الحالة بالتحديد لم يكن الدفاع عن الصبي من جانب الغالبية العظمي من المواطنين يعني علي الاطلاق الدفاع عن جريمة التهريب، أو إعلان مشروعيتها،..، ولكنه في الحقيقة والواقع كان يعبر عن التعاطف الجماهيري العام مع الصبي البائس الذي دفعته الظروف الاجتماعية »التي ابداها»‬ إلي ارتكاب ما فعل وقيامه بواقعة التهريب.
أما من هاجموه فلم يكن موقفهم راجعا إلي تبلد في المشاعر الانسانية واصرار تعسفي علي انزال العقاب به جزاء الجريمة التي ارتكبها،..، ولكنه كان في الحقيقة دفاعا عن القانون وضرورة التمسك به وتنفيذه علي كل من يرتكب عملا مخالفا له.
وفي تقديري ان لكل منهما اسبابه الانسانية والمنطقية التي اعتمد عليها في رأيه ورؤيته، فهذا يدافع عن القانون ويطالب بتطبيقه في كل الأحوال، وذلك يضع الرحمة والعدل الانساني والاجتماعي قبل كل شيء.
وفي كل الأحوال.. لعن الله الفقر، فهو اساس البلايا، ورحم الله الإمام علي بن أبي طالب »‬كرم الله وجهه» الذي قال قولته الشهيرة »‬لو كان الفقر رجلا لقتلته».

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف