الأخبار
كرم جبر
الممنوعون من دخول نقابة الصحفيين !
إنها مصر

أشهر الصحفيين لم يكونوا خريجي كليات الإعلام.. فتحي غانم وموسي صبري وعبد الرحمن الشرقاوي وأحمد بهاء الدين وإبراهيم نافع وصلاح منتصر وكوكبة أخري كانوا من خريجي كليات الحقوق.. عباس محمود العقاد، الابتدائية.. مكرم محمد أحمد، آداب فلسفة.. إبراهيم سعده، اقتصاد.. كامل الشناوي، الأزهر.. أما خريجو الإعلام من الجيل الحالي فأبرزهم عبد المحسن سلامة وياسر رزق وخالد ميري وعبد الرازق توفيق وعمرو الخياط وأحمد باشا وسعد سليم وأيمن عبد المجيد وسمر دسوقي.. وعذراً سوف أستكمل بقية الأسماء من رؤساء مجالس الإدارة ورؤساء التحرير في مقال قادم.
وعليه: اقتراح النائب علاء عابد بقصر دخول نقابة الصحفيين علي خريجي كليات الإعلام، لن يحل أزمة الخريجين، ويلحق أكبر الضرر بمهنة الصحافة:
أولاً: لا يمكن حرمان الصحافة من تخصصات تحتاجها مثل اللغات والكمبيوتر والعلوم والقانون، فالصحافة الحديثة تتجه نحو التخصص، وليس الصحفي الذي يكتب في كل شيء.
ثانياً: أزمة خريجي كليات الإعلام سببها التوسع في إنشاء كليات جديدة، دون دراسة احتياجات السوق، فأصبحت الصحف محملة بأعداد تفوق طاقتها.
ثالثاً: قانون نقابة الصحفيين يقرر عضويتها لجميع الخريجين، ولا يقصرها علي كليات الإعلام، وتغيير القانون يتطلب تعظيم مكاسب الصحفيين، وليس التقييد في دخول النقابة وقصرها علي خريجي الإعلام.
رابعاً: الصحافة مهنة العقول والإبداع وليس الشهادات، واشتراط المؤهل العالي دون تحديد، ضمانة للحد الأدني من المؤهلات المطلوبة في الصحفي.
» لو »‬ جري تطبيق مثل هذا الاقتراح منذ سنوات طويلة، لحرمت الصحافة من أسماء ونجوم بارزة، كانت لهم بصمات مميزة في سجلات الصحافة المصرية، وارتفعت أسماؤهم عالية في سماء صاحبة الجلالة داخل مصر وخارجها، وسطروا بعرقهم وجهدهم وتحملهم الصعاب، صفحات ناصعة لا تزال ممهورة بتوقيعهم.
لست مع الاقتراح، وأعتقد أنه سيواجه رفضاً شديداً من نواب البرلمان والصحفيين علي حد سواء، ومرة أخري: لأن الصحافة ليست »‬شهادات»‬ وإنما موهبة وخبرات ورغبة وقدرة علي تحمل متاعب المهنة، التي لا تعطي إلا من يعمل من أجلها بالليل والنهار.
>> أفضل إجراء للحكومة
أفضل إجراء للحكومة هو حذف غير المستحقين في البطاقات التموينية، وإضافة المواليد الجدد، والفئات المستحقة للدعم، فليس معقولاً أن يصل عدد البطاقات إلي 22 مليوناً، ويستخدمها القادرون والأثرياء والمتوفون والأسماء الوهمية وأسماء مكررة أكثر من مرة، وهؤلاء يستبيحون دعماً ليس من حقهم، ويضربون أمثلة سوداء في انعدام الضمير والأخلاق.
الإجراء ليس حذفاً ولا إلغاء، كما تزعم جماعات الشر التي تروج هذه الشائعات، ولكنه تفعيل للعدالة الاجتماعية، التي تستوجب رعاية الدولة للمستحقين وحدهم، وتخفيف الأعباء عن كاهلهم، بعد أن فشلت كل النداءات الودية لإيقاظ أصحاب الضمائر الميتة، الذين يخطفون الدعم من أفواه من هم في أمس الحاجة إليه.
>> معصوم وإدمان الأوهام
معصوم مرزوق والذين معه يعيشون عالماً من الخيال، أفقدهم تماماً رؤية الواقع، وأصعب شيء إدمان الأوهام، فلا يفرقون بين الناس الذين يسيرون خلفهم، لتأييدهم، أو لضربهم بالطوب والحجارة.. ويتخيلون إمكانية إعادة إنتاج الفوضي والخراب والحرائق والتظاهرات والاحتجاجات والقتل والسحل.. ومن أقوال حكيم قديم صقله الدهر: »‬أخشي ما أخشاه أن تصبح الخيانة وجهة نظر».
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف