حسن الرشيدى
الإنسان بين الإعلام والأشرار!
بناء الإنسان المصري.. علي رأس أولويات الدولة.. لأن كنز أي أمة هو الإنسان.. ولا يمكن لأي مجتمع أن ينهض إلا ببناء الإنسان بدنياً وعقلياً وثقافياً وتأهيله لسوق العمل.. ومواجهة التحديات التي تحاول طمس هويته.. وتخريب الوطن.
الرئيس عبدالفتاح السيسي أكد أكثر من مرة علي أهمية بناء الإنسان المصري والحفاظ علي هويته.. حتي يتم بناء دولة قوية حديثة.. وبناء أي دولة يعتمد في المقام الأول علي الصحة والتعليم.. وتعد دولة سنغافورة مثالاً ونموذجاً حياً يجسد أهمية التعليم والصحة في بناء الدولة.. فقد استطاع رئيس الوزراء الراحل لسنغافورة لي كوان يو الذي يعد الأب الروحي لشعب سنغافورة.. أن ينهض بسنغافورة ويحقق لها الازدهار في فترة وجيزة بعد ان كانت غارقة في مشكلات اقتصادية واجتماعية.. فقد رفعت حكومة سنغافورة مجموعة من الشعارات في حملات منظمة لغرس الانتماء الوطني رغم أن المجتمع السنغافوري غير متجانس.. ويضم سكانا من ثقافات مختلفة.. وأيضا الحفاظ علي الصحة العامة والبيئة.. وحث الناس علي الامتناع عن الإنجاب بعد طفلين.. ودشنت حملة قومية للتأدب في التعامل مع الآخرين.
وفي ماليزيا.. استطاع مهاتير محمد رئيس وزرائها خلال عقدين أن ينهض بالدولة مستنداً علي تطوير منظومة التعليم والصحة.. حتي انتقلت ماليزيا من مصاف الدول النامية إلي الدول المتقدمة.. بعد أن كانت دولة فقيرة يعيش حوالي 25 في المائة من سكانها تحت خط الفقر.
اعتمد مهاتير محمد علي بناء الإنسان.. في تطوير بلده.. ووضع خطة اعتمدت علي ثلاث ركائز.. وحدة البلاد وتجنب الصراعات والخلافات بين السكان وتعد التجربة الماليزية من أعظم التجارب الناجحة في النهوض وتنمية الدولة من خلال التعليم والصحة والتصنيع.
وعندما يهتم الرئيس السيسي ببناء الإنسان.. فهذا الاهتمام يأتي من قناعته بأنه لا يمكن النهوض بالوطن وتنميته بالشكل الذي يتمناه إلا عبر بناء الإنسان تعليمياً وصحياً.. وثقافيا والحفاظ علي هويته في ظل التحديات الجسيمة التي تتعرض لها مصر بالداخل والخارج.. والمؤامرات التي يحيكها أعداء الوطن وقوي الشر المتربصة بمصر.
فالاهتمام ببناء الإنسان المصري.. أصبح ضرورة حتمية لتأهيله لسوق العمل.. وتحصينه ضد أي محاولات للتطرف من خلال تغيير الخطاب الديني الذي يتطلب تعظيم دور الأزهر في نشر الإسلام الوسطي.. وتنوير وتبصير الناس بسماحة الإسلام والابتعاد عن الأفكار الشاذة والمغلوطة التي تجرنا للوراء وتدفع بعض الشباب للتطرف والإرهاب.
وكما قال الرئيس السيسي إن عملية بناء الإنسان المصري هي عملية مجتمعية وليست حكومية.. فالحكومة لا تملك عصا سحرية لبناء الإنسان.
بصراحة.. الوطن يحتاج للمواطن الذي لديه الحس الوطني للحفاظ علي نظافة بلده.. والحرص علي مكافحة الفساد.. والحفاظ علي القيم المجتمعية.. والتأدب في التعامل مع الآخر.. والحرص علي أداء واجبه في العمل.. بل اتقان العمل الذي يؤديه.
لابد أن نتحرك تحركاً قوياً فاعلاً في إعادة صياغة الشخصية المصرية.. وهذا ما أكد عليه الرئيس السيسي قائلاً إن بناء الإنسان هو تحدي الإنسانية بأكملها.. لأن صياغة وبناء الإنسان بقيم راقية جداً.. هي رسالة الرسالات.
في الحقيقة.. لابد أن يلعب الإعلام دوراً إيجابياً في بناء الإنسان.. لأن إعلامنا للأسف وفقاً لما نراه علي معظم الفضائيات ينأي عن أداء دور إيجابي في بث القيم النبيلة والأخلاق الحميدة أو حث الناس علي اتقان العمل.. ونشر السلوكيات الحسنة.. وإنما هناك تعمد واضح من بعض الفضائيات في نشر البلطجة والعنف وبث الأفكار الشاذة.. والمغلوطة.. والمساهمة في بث الشائعات والأكاذيب التي تضر بالوطن.. وتمثل خطراً جسيماً لإثارة الفتنة.. والوقيعة بين الشعب والحكومة.
عودة صلاح.. والموجة مستمرة بالمطار!
** موجة التغييرات مستمرة في مطار القاهرة.
بعد قرار الفريق يونس المصري بتعيين اللواء أحمد جنينة رئيساً للشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية.. تم تعيين رئيس جديد لقطاع الأمن بشركة ميناء القاهرة الجوي هو اللواء حسام عبدالحي خلفاً للواء أحمد ياسين.. وأيضا تم إبعاد علي الاتربي عن منصبه كرئيس للقطاع التجاري بالشركة.. ومازالت موجة التغيير مستمرة.. وأعتقد أنها للأفضل ونالت استحسان ورضاء العاملين في الطيران المدني والمطارات المصرية.
** وعلي نفس النهج.. عاد اللواء محمد صلاح إلي مطار القاهرة مرة أخري بعد أن قرر وزير الداخلية اللواء محمود توفيق تعيينه مديراً لمباحث المطار.. خلفاً للواء رفعت صبري.
اللواء صلاح عاد إلي المطار بعد قضاء عام كرئيس لمباحث السياحة.. فهو من القيادات الأمنية الملمة بأصول العمل الأمني بالمطار ويتمتع بكفاءة عالية.. ويحظي بحب واحترام الضباط والعاملين بالشرطة وشركات الطيران.
كلام أعجبني:
قد يضع العلم حدوداً للمعرفة.. لكنه لا يجب أن يضع حدوداً للخيال!
"برتراند راسل"