الأهرام
أحمد البرى
الحل السحرى بمراقبة الإشارات
فى إطار البحث عن وسائل جديدة للحد من حوادث السكك الحديدية، وكشف محاولات العبث بها، كلف الدكتور هشام عرفات، وزير النقل هيئة السكة الحديد بتنفيذ مشروع لتركيب كاميرات مراقبة فى أبراج التحكم بالإشارات الموجودة بطول خطوط السكة الحديد، بهدف إحكام السيطرة، ورصد المترددين عليها سواء من العاملين بالهيئة، أو من خارجها، ورصد أى عبث يمكن أن يحدث بها. لقد زاد عدد حوادث القطارات فى السنوات الأخيرة، وفى كل مرة يقع فيها حادث جديد يتم إرجاعه إلى خلل فني، برغم الشواهد الكثيرة على الإهمال فى صيانة هذا المرفق الحيوي، وتأمينه من المخربين، والحقيقة أن مراقبة التحكم فى الإشارات تأخرت كثيرا، فهى الوسيلة المناسبة لرصد أى محاولات تخريبية، ومن المهم تحديد الأماكن التى سيتم البدء فى تركيب كاميرات المراقبة بها، مع ربط جميع غرف أجهزة الإشارات وأبراج المراقبة بشبكة مركزية واحدة، بحيث يمكن عن طريق استرجاع ذاكرة هذه الكاميرات، معرفة ما تم فى أى غرفة بها أجهزة إشارات، ومن تردد عليها أولا بأول، ودون انتظار لوقوع حادث جديد، فالوقاية خير من العلاج. هذه الفكرة كان من الممكن تنفيذها منذ سنوات، لكن أحدا لم يتنبه إليها فى الوقت الذى يتم فيه تنفيذ أفكار غير ذات جدوى كالأسوار العالية التى تقام حول السكك الحديدية بطول البلاد وعرضها، والتى لا ندرى لماذا لم يتم تأجيلها إلى حين تحسين النواحى الفنية للقطارات والإشارات بحيث تتحقق السيطرة الكاملة على غرف نعيش ظروفا استثنائية، والمتربصون بالبلد كثيرون، ولذلك يجب تفويت الفرصة عليهم.. إن نجاح هذا المشروع يتطلب تضافر جهود المسئولين والعاملين فى السكة الحديد والشرطة معا.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف