الجمهورية
فهمى عنبة
"عيدية السيسي" لإنهاء انتظار المرضي الأصحاء يبنون الأوطان !!
* هل هناك فرحة لأي مريض أكبر من إنهاء آلامه وتخفيف أوجاعه.. وهل هناك "عيدية" تسعد أسرته أفضل من انتشالهم من قلق طول الانتظار وإجراء الجراحة اللازمة لمريضهم في أقرب وقت بعد أن كانوا قد فقدوا الأمل في تحديد موعدها؟!
الحمد لله إنه أصبح هناك إيمان راسخ لدي الجميع "حكومة وأهالي".. ان التعليم والصحة أساساً التنمية فالعقل السليم في الجسم السليم.. والأصحاء فقط هم القادرون علي بناء الأوطان.. فلم نسمع أو نقرأ في التاريخ عن أمة شعبها يعاني من الأمراض وأجسام مواطنيها عليلة وعقولهم فارغة استطاعت التقدم وبناء حضارة!!
.. ولن ينهض المجتمع بفئاته وطوائفه ويعمل يداً واحدة في البناء.. إذا وجد نفسه في دولة لا تهتم بعلاج المرضي البسطاء الذين لا يملكون ثمن الدواء والحقن أو تكاليف إجراء العمليات الجراحية.. فعندها لن يشعر الفقير بالعدالة الاجتماعية وبالطبع لن يشارك في التنمية.
من هنا كانت أهمية مبادرة الرئيس السيسي التي كانت بمثابة "عيدية" للمواطنين قبل عيد الأضحي.. والتي انطلقت في 18 يوليو الماضي لإنهاء قوائم انتظار مرضي الجراحات الدقيقة والعاجلة والتدخلات الحرجة والتي جاءت للتخفيف عن آلام الآلاف وانتشالهم من اليأس الذي أصابهم من طول انتظار العلاج حتي ان بعضهم فقد الأمل في الشفاء بعد أن داخ به أهله لشهور وربما سنوات علي المستشفيات في القاهرة والمحافظات لحجز موعد لإجراء العملية دون جدوي.
خلال شهر واحد من المبادرة أعلنت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة انه تم إجراء 8759 عملية جراحية من أصل 121 ألفا و691 مريضا سجلوا بياناتهم وقال الدكتور أحمد الأنصاري مدير مشروع قوائم الانتظار ان المهلة المحددة للانتهاء من جميع المرضي المنتظرين هي 6 أشهر في 9 تخصصات دقيقة هي القلب المفتوح والقسطرة وزراعة الكبد والكلي وقوقعة الأذن وقرنية العين وأورام المخ وتغيير المفاصل.. بينما أشار الدكتور خالد مجاهد المتحدث باسم وزارة الصحة ان العمليات تتم بالمجان دون تحميل المريص أي تكاليف.
لا يوجد أهم من تخفيف الآلام عن المرضي وعلاج كل المواطنين في الوقت المناسب وليس بعد أن يستفحل المرض.. والأهم هو التزام وزارة الصحة بمبادرة الرئيس وعدم الاكتفاء بمن سجلوا بياناتهم إلكترونيا.. فهناك في القري والكفور والنجوع من لا يعرفون التعامل بالإنترنت ولكن كشوف الانتظار بالمستشفيات والمراكز الطبية تحمل أسماء الكثير ممن في حاجة إلي العمليات الجراحية.
هناك عدد من الأمراض التي يأمل المرضي اضافتها إلي التخصصات التي تشملها مبادرة الرئيس وأهمها عمليات زرع النخاع للأطفال وعلاج المصابين منهم باللوكيميا والأورام.
.. وفي ظل تزايد المرضي فإن الأمر قد يستدعي مبادرات عديدة في مجال الصحة تشارك فيها مؤسسات الدولة وأجهزة الحكومة ومنظمات المجتمع المدني "من أحزاب وجمعيات أهلية إلي جانب وسائل الإعلام لتغيير ما يعتقده البعض وهناك من يحاول ترسيخه بأن الدولة لا ترعي المواطنين البسطاء وانه من لا يملك المال فالأفضل له ألا يشعر بالمرض ولا يتألم لانه لن يجد من يمد له يد العون بالعلاج وسيترك ليموت.
لا يوجد ما يشعر الانسان بالانتماء وحب الوطن أفضل من الاهتمام بصحته.. وعلاجه عندما يمرض هو أو أحد أفراد أسرته.. ومهما دفعت الدولة من تكاليف فان ذلك أفضل استثمار وستكون ثماره شعبا يتمتع بالصحة ويشارك في البناء والتنمية.
فرصة لعشاق القاهرة
** في ثالث أيام العيد تستطيع أن تستمتع بجمال القاهرة وتستعيد ذكريات العاصمة أيام الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي.. وتقول بهدوء لجيرانك وأهلك الذين لم يسافروا خارجها.. كل عام وأنتم بخير!!
تخلو العاصمة في العطلات.. فالكل فرحان.. ويستغل الاجازة في العودة إلي محافظته وقضاء العيد مع أهله في قريته.. وهناك من يهرب من الحر إلي المصايف.. والمحظوظ من اختاره الله ليلبي نداء الحج وأداء المناسك في الأراضي الحجازية.. فلا يبقي إلا عشاق القاهرة وهي بلا زحام ولا ضجيج.. والشوارع لا يوجد بها ما يثير الأعصاب ولا ما يدمر البيئة.. وان كان علي رائحة الذبائح.. فتذوب سريعا في الهواء!!
ابتعد قليلا عن الحدائق العامة.. وسر في أي مكان بقاهرة المعز.. فلن يضايقك التكدس البشري أو المروري.. ولن تشاهد ما يلوث بصرك وسمعك أو يفسد الهواء حتي لو اقترب من ضفاف النيل فلن يكون الزحام بنفس القدر.. ويمكنك أن تسير قريباً من الكورنيش ويبهجك منظر "التير السائل بين الشطين" وقد تغار خدودك من نسمة الأصيل!!
ما أحلي العيشة في المحروسة أيام العيد والأجازات إذا كنت من عشاقها مثلي لا تذهب لمكان آخر واستمتع وابتسم فأنت في القاهرة!!
اتحاد الشاغلين .. وإدارة "الكومباوند" !!
** بصراحة ودون مواربة فان السكان وشاغلي الوحدات المنزلية في مصر ليس لهم من يدافع عنهم أو يعطيهم حقوقهم فلا اتحاد شاغلين "نافع".. ولا إدارة "الكومباوند" أو القرية السياحية "شافع"!!
هناك صراع دائم وتضارب في القرارات والاختصاصات ما بين اتحاد الشاغلين في أي حي سكني "كومباوند" أو إدارة الشركة أو الجهة التي قامت بالبناء مع أنها لم تعد مالكة للوحدات التي تم بيعها بالتمليك للسكان.. ويزداد الأمر سوءاً في المنتجعات والقري السياحية وخاصة بالساحل الشمالي.
من المفترض ان تنتهي علاقة إدارة الجمعية أو الشركة أو الجهة التي قامت بالبناء بمجرد تسليم الوحدات وينتقل الأمر إلي اتحاد الشاغلين "الذي حل وفقا للقانون محل اتحاد الملاك".. ولكن معظم الإدارات تتعلل بأنها لم تقم بتسليم المشروع أو بأنها هي التي تدير المرافق أو لم تحصل علي إخلاء طرف.. وبذلك تبقي مسيطرة ومهيمنة وغالبا ما تدخل مع اتحاد الشاغلين في صراع لجمع مبالغ الصيانة.. فكلاهما يريد أن يحصل عليها بحجة انه الذي يقوم بإدارة شئون القرية أو "الكومباوند".
ذلك الوضع الغريب يجعل السكان يحتارون فمن لا يدفع مبالغ الصيانة الشهرية أو السنوية للإدارة تقطع عنه الخدمات ولا تمنحه الخطابات الرسمية للكهرباء والمياه والتليفونات التي مازالت لا تتصرف إلا بها.. أما من لا يسدد "الشهرية" لاتحاد الشاغلين فهو مهدد برفع قضية ضده والحجز علي وحدته لأن ذلك من سلطة الاتحاد.. فمن الذي ينهي هذا التضارب وهل تترك الدولة السكان بلا حماية تتقاذفهم الإدارات واتحادات الشاغلين؟
الغريب ان معظم إدارات الأحياء السكنية "الكومباوند" خاصة بالمدن الجديدة أو القري السياحية بالساحل الشمالي والعين السخنة والغردقة وغيرها لا تعلن ميزانياتها ولا تعلم الجهات الرسمية ولا السكان ما يتم صرفه من مبالغ الوديعة التي توضع في البداية ولا مبالغ الصيانة الدورية ولا ماهي حقوقهم بالضبط وما هي واجباتهم أيضا!!
لابد من تدخل الدولة ومجلس النواب لوضع قانون لفض الاشتباك أو علي الأقل تحديد اختصاصات الإدارة واتحاد الشاغلين والأفضل توحيد الجهة ولو بمجلس إدارة واحد يضم أعضاء من الاثنين خاصة ان الاتحاد التعاوني للإسكان عاجز عن الحل.. وفشل في التحقيق في تجاوزات الجمعيات.. كما ان الرقابة شبه غائبة عن شركات العقارات والجهات المالكة للأحياء السكنية وقري الساحل الشمالي!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف