بمقتضي رؤيتي ــ والرؤية الحق لله ــ وبما سبق منا ذكره.. أننا قد استشرفنا علماً بأن طواعية استلهام آدم الاختياري لظلمة الأسماء الباطلة تأثيرياً سياسياً.. هو ما أفسد وانحرف بحسن استواء خلق آدم.. بل وأسس لفساد العداء بذاتية نفسه حصناً لذاك الفساد العدائي تتحصن بها وتنطلق سياسياً منها جندية الأسماء المظلمة.. كما استشرفنا علما أنه من ذاك الحال الإنساني الذي تحول آدم إليه.. "خلق الله منه حواء".. كأول زوجية بعضية من آدم وله.. وحينئذي.. علينا أن نقف وقفة تفكر وتدبر وإعقال هامة جداً جداً بمقياس زوجية الاختيار السياسي الذي أصبح واقعاً عملياً استخلافيا عبودياً لله.. "أو لمن دونه".. واقعاً تعظمت فيه بينياً بعضياً مساحة المشاركة الإنسانية في الاختيار.. أي.. مساحة حرية تأثير ظلمة الأسماء الباطلة.. أي.. مساحة فساد العداء البيني البعضي الذاتي نفسياً.. إلخ.. وهذا واقع لن أستفيض في بيانه.. ولكنني أطرحه عسانا نتدارسه فتستنير جهالة اختياراتنا السياسية.
"9" هذا المشهد الكوني التكويني هو من الشهود علي عظمة حكمة وإحكامات.. "حق ورحمة وصبر".. العزيز الحكيم سبحانه وتعالي في إقرار عدل مشيئته بجعل خليفة في الأرض.. وحينئذي نبدأ بالتساؤل فنقول: إذا كانت المشيئة هي الخلافة في الأرض.. وإذا كانت الخلافة وراثية بالتناسل التكاثري إلي يوم تقوم الساعة.. وإذا كان كل ما حدث حتي الآن هو بزماني ومكان علوي وليس بأرض الدنيا.. وإذا كان آدم قد حمل أمانة الخلافة وصارت لزوجيته الذاتية زوجية تكاملية له ومنه.. فما الذي تبقي كي يهبطهما الله إلي الأرض التي جعلها مهدا للخلافة؟!.. أعتقد أن حكمة الإجابة ستكون متاحة فيما هو آت من تفصيل المشهد لمن يشاء إدراك صبر رحمة الله في إحقاق ما شاء.. والعلم والحكم لله.
"أ" كان لأمر الله بالسجود لآدم.. "تأثير في نفس كل من إبليس وآدم".. بدا ذاك التأثير من إبليس بعدم السجود لآدم ..وبدا من آدم بحمل الأمانة.. وهنا وبهذا المشهد قال من لا تخفي عليه خافية.. وهو علام الغيوب سبحانه وتعالي.. قال لآدم ومكاشفة بما في نفس إبليس.. يا آدم إن إبليس عدو مبين لك ولزوجك.. وأنه يريد أن يخرجكما من الجنة لتشقي.. هكذا أخبر الله آدم وحذره.. وهكذا أكد الله علنية وجود.. "العداء وما يستتبعه من فساد".. أي.. أكد فساد اسم العداء.. وعدائية اسم الفساد.
"ب" ثم قال العزيز الحكيم.. "ويا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين" البقرة: 35 والأعراف: 19 وقال سبحانه وتعالي محدداً شروط سكنة الجنة فقال.. "إن لك آلأ تجوع فيها ولا تعري.. وأنك لا تظمؤا فيها ولا تضحي" طه: 119 وحينئذي.. لسنا بصدد عمق حكمة سكنة الجنة وشروط سكنتها ورغد الأكل منها..ولكن مقصدنا هو قول الحق تعالي الذي يقول.. "ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين".. لأنه أول نهي مادي عملي مباشر.. أي.. أول اختبار سياسي اختياري بمقياس عبودية الاستخلاف وأمانتها.. أي.. أول اختيار للطاعة أو العصيان.. ونوعية وكيفية وكمية الاختيار الإنساني فيه.. ومدي تأثير فساد عدائية الأسماء المظلمة.. وتأثير فساد عدائية إبليس فيه.. من دون الأخذ اختيارا بحق الأسماء المنيرة فيه.
"ج" هام جداً ما هو آت حتي نحذر منه سياسياً.. وهو.. حين حاول إبليس التغرير بآدم منفرداً بمقياس الملك الذي لا يبلي.. فشل إبليس.. ولكن.. حين وسوس لآدم وزوجه معاً بمقياس ما خفي عنهما من عوراتهما.. "أصاب إبليس هدفه".. وأكلا من الشجرة وبدت لهما عوراتهما.. وبعيدا عما أصابهما من شدة ندم ومحاولة استغفار.. نسأل لماذا أصاب إبليس في تلك الحالة الزوجية ..وأري ــ والرؤية الحق لله ــ أن السبب كان يكمن في.. "تعاظم سعة المساحة التكاملية الإنسانية في الاختيار الزوجي".. أي.. تعاظم قدرة تأثير فساد عدائية الأسماء المظلمة علي الاختيار.. فإذا احتسبنا تغرير فساد عدائية إبليس.. "لصارت مصادقة فساد الأعداء هي الاختيار السياسي الفاسد".
"د" إذا كان ما سبق هام جداً سياسياً.. "فالآتي هو الأهم".. لأنه يصف لنا ما هو قوام علينا مادمنا بأرض الدنيا..وهو في نقاط محددة كالآتي:
"1" أزلهما إبليس عن الجنة أي أزاحهما عنها.
"2" أخرجهما مما كانا فيه من سكنة ورغد أكل.. "وكذلك أخرجهما من حيث كانا فيه من باطل وفساد عدائية إختيار".. وهذا مفهوم خاص وهام.
"3" قدر الله الهبوط إلي الأرض عليهم جميعا.. "آدم وزوجه وإبليس" البقرة: 36 والأعراف:24.. وطه:123.
"4" قدر الله عليهم قوامة العداء البيني البعضي .. ابتلاءً منه عليهم بما تخيروه من فساد العدائية وعدائية الفساد.. وهذا يعني تسعة بدائل عدائية بعضية بينية قائمة علينا جميعا الآن.. وهذا مستقرنا الآن الذي نستمتع به إلي حين..وذاك الحين ليس أكثر من يوم أو بعض يوم.. وبرحمة الله التي وسعت كل شيء.. قدر إرسال وإنزال هدي.. ورشاد.. وتذكير لنا.. فمن أخذ بذلك وتبعه ..فلا خوف عليه ولا هو يحزن.. فلا يضل ولا يشقي.. ومن أعرض عن ذكر الله.. فإن له معيشة ضنكا ويحشره الله يوم القيامة أعمي.
هكذا أصبحت كل نفس عليها بصيرة.. تختار كيف تسوس معيشتها.. وكذلك كيف تكون سياستنا الجمعية.. والله الغني عن العالمين.. ولذا.. من يري أن معيشته ضنك فعليه أن يعيد التفكير في سياسته وفي اختياراته بهجر الأخذ بظلمة وفساد عدائية الأسماء التي بنفسه..
"5" هذا المشهد سياسي بامتياز.. "وعلينا أن نفكر فيه بإمعان بمقياس مسئولية الرجال".. فرغماً عن أن آدم وزوجه تشاركا الاختيار.. ورغماً عن أنهما أكلا سوياً من الشجرة.. إلا أن الله يقول.. "وعصي آدم ربه فغوي.. ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدي.. طه:122.. ويقول سبحانه وتعالي أيضا.. "فتلقي آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم" البقرة: 37.. فهل فهمنا المشهد والرسالة والرسول والمرسل إليه بالإتباع.. "هل فهمنا موقع المسئولية".. أم مازالت الجهالة تأخذ مأخذها منا سياسياً؟!!
وإلي لقاء إن الله شاء
ملاحظة هامة
ليتنا نفهم ما بين الرجل والمرأة .. والزوج وزوجه.. من حكمة تكاملية فكرية علمية سياسية.. لو أدركنا ذاك المفهوم.. سوف ندرك اجتماعية اقتصادية مثالية.. "غائبة عنا".