الجمهورية
سمير رجب
تقرير سياسي عن أحداث الساعة
حقاً.. الأمان.. نعمة.. والانفلات الأمني لعنة الله عليه
شعب مصر يحتفل بالعيد.. في مناخ يسوده الاستقرار والسعادة تغمر أبناءه وبناته
* كله متوفر.. متنزهات.. رحلات نيلية.. حديقة حيوان.. لحوم في متناول الجميع
* لا سلعة واحدة ناقصة في الأسواق.. والحكومة انتصرت بالعمل والعقل علي إشاعات البهتان
* .. ومع ذلك قلوبنا مع لاجئي سوريا.. ومشردي اليمن.. وجوعي الصومال والسودان
* إيران تصر علي التحدي.. وترامب عهد إلي فريقه الخاص.. بتشديد الحصار أكثر وأكثر
* الملالي يهاجمون أوروبا علي موقفها.. ولكنهم يعلقون: إنه حكم القوي علي الضعيف
* حزب الله يستضيف علي أرض لبنان غلاة الحوثيين والحكومة.. مغلوبة علي أمرها..!
* .. وقطر لا تجد مشترين لطائرة الأمير الصغير!!
* نتائج الانتخابات في العراق.. تم إقرارها.. والشيعة في طريقهم لتولي زمام الأمور.. والسنة صفر علي الشمال!
لا يشعر بأهمية الأمن إلا من عاش يوماً أو أياماً وقد افتقد أبسط مقوماته.. والإحساس بالأمان نعمة من لدن الله سبحانه وتعالي أما الانفلات الأمني فعليه اللعنة وألف لعنة..!
وقد شاء قدر المصريين أن سيطرت عليهم خلال حقبة زمنية كئيبة سوداء عصابة إجرامية هددت استقرارهم.. وقضت مضاجعهم.. وحولت حياتهم إلي جحيم * جحيم.
لكن سرعان ما استردوا عافيتهم وطردوا هؤلاء القوم الباغين الظالمين شر طردة.
طبعاً فارق كبير بين عيدين.. عيد غاب عنه طعم النشوة ورائحة البهجة.. وعيد أتاح الفرصة لأصحابه الأصليين لكي يدقوا الطبول.. وينشدوا أحلي الأغاني.. ويرددوا أجمل الأهازيج..!
نحن جميعاً نحتفل بعيد الأضحي في مناخ يسوده الاستقرار.. وتلفه مظاهر السعادة من كل جانب.
أدينا الصلاة في المساجد ووسط الساحات وقد اطمأننا تمام الاطمئنان.. بأن العيون الساهرة علي أهبة الاستعداد لمواجهة أي لون من ألوان الانحراف وبعد الصلاة ذبحنا الأضحيات وتبادلنا الزيارات وعشنا ـ بحق ـ بهجة العيد بكل ما تحمله من تعاطف.. ومحبة.. وإيثار.. و.. و... وتضحية.
ومر اليوم الأول علي خير والحمد لله.. وبعده اليوم الثاني.. وها هو اليوم الثالث.. وطوال تلك الأيام.. استمتع البنات والأبناء.. بخيرات هذا البلد العظيم.. حيث فتحت الحدائق والمتنزهات أبوابها.. واحتضن النهر الخالد أحباءه في إعزاز وترحاب من خلال رحلات عديدة علي مدي اليوم ربطت بين ضفتيه.. وسارت فوق مياهه الهادئة.. البواخر الصغيرة من القاهرة حتي القناطر الخيرية وحلوان.. وبالعكس!
أيضاً حديقة الحيوان.. طالتها هي الأخري أيادي التطوير والتحديث.. فأصبحت بحق معلماً سياحياً يستحق الزيارة لاسيما أن الحكومة.. لم تشأ رفع سعر تذكرة الدخول بل حرصت علي الإبقاء عليه من أجل عيون.. كافة الطبقات لاسيما محدودي الدخل..!
ولعل ما يشد الانتباه أكثر في هذا العيد توفير اللحوم بأسعار في متناول الجميع.. بل إن القوات المسلحة ووزارة الداخلية حرصتا علي توزيعها بالمجان في الأحياء والقري الفقيرة بحيث يمكن القول إنه لم يوجد إنسان في مصر لم يتذوق اللحم خلال هذا العيد.. بل الكل.. سواسية ومن لا يقدر عاش حياته بالضبط مثلما الذي يقدر.. وهذا فضل من الله العلي القدير علي هذا البلد العزيز الطيب.
أيضاً.. لقد اختفت اختفاء مبرماً ظاهرة نقص السلع.. أو ندرتها.. فالمواد الغذائية الأساسية وغير الأساسية تمتلئ بها أرفف المجمعات الاستهلاكية.. والسوبر ماركت.. ومحلات البقالة الصغيرة.
***
ومع ذلك.. ولأننا أناس غرس الله سبحانه وتعالي في قلوبنا جذور الخير وزرع بين أعماقنا أغصان الرحمة والشفقة.. فقد دقت قلوبنا ومازالت تدق تعاطفاً مع لاجئي سوريا.. ومشردي اليمن.. وجوعي الصومال والسودان.. وغيرها.. وغيرها..!
طبعاً.. كم كنا نتمني أن تنعم هذه الشعوب بالأمان والاستقرار.. فوق أراضي موحدة.. وفي ظل إرادة صلبة قوية.. وصفوف شعبية متراصة متكاتفة..!
لقد عاث الإرهاب والإرهابيون ـ للأسف ـ الفساد بين دروبها فأصابهم.. ما أصابهم..!
وهنا من حقنا علي أنفسنا أن نتوقف لحظة ونمعن التأمل في أحوالنا.. لنعقد المقارنات.. ونقول لبعضنا البعض:
تري.. لو أن هذا الإرهاب اللعين قد تمكن منا.. هل كنا سننضم إلي طوابير الخاضعين.. المستكينين الذين لا حول لهم ولا قوة..؟!
ثم.. ثم.. سرعان ما يرتد إلينا واقعنا المشرف الذي دافعنا عنه بكل ما أوتينا من قوة وداس أقدام جنودنا البواسل رءوس الفتنة الباغية حتي ارتفعت هاماتنا إلي عنان السماء..!
شكراً.. شكراً.. لرب العزة والجلال..!
وما يثير القلق أن تلك الشعوب مازالت ترزح حتي الآن تحت نير الظلم والطغيان بحيث لم تعرف متي يبزغ عليها الفجر من جديد..!
***
علي الجانب المقابل.. وإذا كان الشيء بالشيء يذكر.. تبقي إيران في ظل حكمها القائم أس الفساد في منطقة الشرق الأوسط وخارجها.
إنها لا تريد الكف عن غيها وضلالها حيث تستمر في مساندة وتأييد الحوثيين في اليمن.. وحزب الله في لبنان وتمد أياديها الآثمة للعراق.. وسوريا غير آبهة بما تتعرض له من تهديدات أمريكية وساهية عما يمكن أن ينتهي بها المصير في ظل التداعيات الاقتصادية والسياسية التي تشهدها البلاد..!
ولقد شكل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فريقاً خاصاً بإيران داخل وزارة الخارجية.. مهمته متابعة مجريات الأمور بها ووضع الوسائل الكفيلة بزيادة أسوار الحصار أولاً بأول.. وبينما ترامب يري أن العباءات السوداء لن تقدر علي الصمود.. فإنهم علي الجانب المقابل يهددون ويتوعدون.. وينشئوا القواعد الجوية.. ويطوروا منظومة الصواريخ البالستية..!
ليس هذا فحسب.. بل ذهبوا إلي ما هو أبعد حيث يركزون هذه الأيام علي مهاجمة دول الاتحاد الأوروبي متهمين إياها بالضعف أمام الأمريكان.. بسبب تجميد العديد من شركاتها للعقود التي سبق أن وقعتها مع طهران.. استجابة لقرار ترامب بإلغاء الاتفاق النووي..!
***
نتيجة تلك العنجهية الزائدة وهذا الغباء السياسي المستحكم أن قام حسن نصر الله أمين عام ما يسمي بحزب الله باستضافة مجموعة من غلاة الحوثيين المتطرفين علي أرض لبنان رغماً عن أنف الحكومة الشرعية.
بديهي.. لم يكن نصر الله يجرؤ علي ذلك لولا أنه واثق أشد الثقة من تأييد إيران له.. ولحلفائه.. وميليشياته المنتشرة في أماكن شتي..!
كالعادة.. هاج الرأي العام اللبناني.. وثارت الأحزاب السياسية احتجاجاً علي موقف الحكومة المتهاون.
.. لكن سرعان ما هدأت العاصفة في غضون ساعات قليلة..!
***
الأكثر.. والأكثر.. أن المحكمة العليا في العراق اعتمدت مؤخراً نتائج الانتخابات التي كانت مثار خلاف ونزاع القوي السياسية.. وما أن صدر القرار.. حتي هرعت الأحزاب الشيعية لتشكيل تكتلات وجبهات بهدف تكوين حكومة أغلبية في وقت لم يعد فيه لجماعات السنة تواجد ملموس.. أو محسوس.. بصرف النظر عن تبريراتها التي هي لمجرد حفظ ماء الوجه.. حيث تردد تلك الجماعات أنها آثرت الابتعاد.. احتجاجاً.. وغضباً ضد السائرين علي خطي إيران.. أو المتسترين خلف عباءاتها..!
في النهاية تبقي كلمة:
يستحيل.. يستحيل.. أن يظل الباطل باطلاً حتي نهاية العمر.. بالعكس.. لابد أن يأتي اليوم الذي تتحطم فيه الأصنام الرديئة لترتفع ألوية الحق..!
وهذه هي دويلة الإرهاب التي اضطرت لعرض طائرة أميرها الصغير للبيع بسبب تعرض خزانتها للإفلاس بعد أن أنفقوا مليارات الدولارات لتمويل الإرهابيين ومعهم عصابة الإخوان اللعينة..!
.. و.. وحتي الآن.. لا تجد الطائرة مشترين..
لذا فالله سبحانه وتعالي أعلم ما الذي سيبيعونه غداً..!
ربما "غطرة" تميم.. أو جلباب أبيه..!!
***
أخيراً.. اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم الشاعر حسن توفيق
بشائر العيد تترا غنية الصور
وطابع البشر يكسو أوجه البشر
وموكب العيد يدنو صاخباً طرباً
في عين وامقة أو قلب منتظر
يا ليت العيد.. كم في العيد من عبر
لمن أراد رشاد العقل والبشر
***
و.. و.. وشكراً
وكل عام وأنتم بألف خير
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف