الجمهورية
حمدى حنضل
أصبح للفقراء رئيس
في هذه اللحظات.. يكون ما يقرب من 8 آلاف مواطن من أهالينا البسطاء في بر مصر قد انتهت معاناتهم مع "قوائم الانتظار" التي ما صنعت الا للفقراء.. فلم ترحم فيهم ضعفهم ولا فقرهم.. فكان قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي ــ بصدق ــ انقاذا لهم ولمسة وفاء حانية تخفف عنهم آلامهم.. فان الغني لا يعرف "قوائم الانتظار" ولا تعنيه ولا ينتظرها فان ما في جيبه كفيل بأن تتنافس لعلاجه كبري المستشفيات وأفخمها.
.. وحتي نقطع الطريق أمام المزايدين والمشككين والمخادعين فان مطالعة سريعة "لنوعية" هذه العمليات التي كانت "تحت الانتظار" كفيلة بأن توجع القلب وتؤلم الضمير لأي انسان مصري وطني عاش بين الفقراء وتأثر بمعاناتهم.
.. من هذه القوائم التي انتهي ما يقرب من ثلثيها أكثر من "400" أجريت لهم عمليات "قلب مفتوح".. هل نتصور "قلب مفتوح" هل يمكن تصور حجم ما كانت فيه أسرة المريض.. أو حجم الأمل الذي تولد في نفوسهم عقب انتهاء العملية؟!!
.. بينهم أيضا أكثر من "2000" قسطرة قلب وأكثر من 230 جراحة مفاصل و47 جراحة أورام و20 زرع كبد و5 زرع كلي و44 زراعة قوقعة للأذن و594 جراحة عيون ورمد و310 حالات جراحة "مخ وأعصاب".
.. في نفس هذه اللحظات أيضا.. تنتشر في شوارع وحواري وأزقة القري والكفور والنجوع الفرق الطبية لاستكشاف مرضي فيروس "سي".. وهم شريحة بالملايين من أهالينا البسطاء.. مدت اليهم الدولة المصرية أيديها لانقاذهم من مرض لعين استطاع "قنص" الملايين من أبائهم وأجدادهم واقتادهم للموت دون ان يعرفوا لوفاتهم سببا.. ولا لعلاجهم طريقا.
.. في هذه اللحظات.. تبذل الدولة جهودا لانشاء المنافذ "المنضبطة" لكبح جماح الأسعار وعندما يفاجأ أهل الشر بنجاح هذه المنافذ فانهم ينتقلون للتشكيك فيما تقدمه من سلع ولحوم.
.. هم لا يتحدثون عن جهود القوات المسلحة المصرية والشرطة المصرية لإحداث توازن في أسعار السوق من خلال فتح مئات بل آلاف المنافذ في المدن والقري وتسيير منافذ متحركة عبر سيارات القوات المسلحة وأمان لتوفير السلع للبسطاء بأسعار معقولة.
.. في نفس هذه اللحظات يكون المواطن البسيط قد تيقن من كذب ما أطلقه أهل الشر من شائعات ان المنافذ الحكومية التي أنشأتها الدولة قد ساهمت إلي حد كبير في كبح جماح أسعار اللحوم.. وان سيارات ومنافذ القوات المسلحة والشرطة قد استطاعت كسب ثقة المواطن سعرا وجودة.. فكانت جزءا من الأمن الغذائي الذي تقوده الدولة المصرية بما يحدث توازنا حقيقيا في الأسعار.
.. اننا لن نجد حرجا مطلقا في ان نقف أمام جهود حقيقية أخري تبذلها الدولة المصرية تخفيفا عن أهالينا من الفقراء والبسطاء.. فإن من حق هذا الشعب ان يفخر بانجازه وبما حققه رغم كل التحديات والظروف والأوضاع.. ورغم المعاناة والآلام.
.. لقد ظل التأمين الصحي الاجتماعي الشامل حلما طال انتظاره عقودا لكل المصريين خاصة البسطاء منهم.. فكما أكدنا فإن الغني لا يعنيه كثيرا.. التأمين الصحي بظروفه أو معطياته.
ان جهودا حقيقة تبذل الآن لتهيئة محافظات القناة أن تبدأ تجربة التأمين الصحي الجديد علي أمل ان تمحو الدولة المصرية تلك الصورة الذهنية السلبية عن التأمين الصحي الحالي ويتم الآن تطوير عدد كبير من الوحدات الصحية والمستشفيات بما يحقق الأرضية الطبية لتأمين صحي شامل جديد ومأمول.
.. ان جهودا حقيقية تبذلها الدولة لزيادة عدد المستفيدين بمعاش "كرامة وتكافل" ليصل عددهم إلي ما يقرب من مليون ونصف مليون أسرة تغطي حوالي 7 ملايين ونصف المليون مواطن.. وأيضا رفع الحد الأدني لمعاش الضمان الاجتماعي ومده ليشمل 2.5 مليون مواطن بخلاف ما يلمسه المواطنون من إتاحة للاسكان الاجتماعي فإن مايقرب من مليون شقة قد نفذت للبسطاء تكلفت ما يزيد علي 170 مليار جنيه.
.. أيضا جهود حقيقية لانقاذ شركات قطاع الأعمال العام.. واعادته للحياة دعما للاقتصاد القومي.. واعادة الاعتبار لمئات الآلاف من العمال تعطلوا عن العطاء.
.. أكثر من 100 ألف صوبة زراعية.. ومليون ونصف مليون فدان هدف قومي للاستصلاح والزراعة والشباب والمستثمرين بخلاف ما أعلن عنه الرئيس عبدالفتاح السيسي من مشروع زراعي جديد يشمل شباب المحافظات من بني سوف للمنيا لأسيوط وسوهاج.
.. ورغم هذا كله وغيره.. فان آلاف الشائعات يطلقها أهل الشر.. وللأسف فان من بيننا من يروجها فالمؤكد ان بسطاء هذه الأمة من الفقراء ومحدودي الدخل يمثلون ــ ولايزالون ــ الكتلة الوطنية الصلبة التي تدعم تجربة مصر الحالية في التنمية والاصلاح وهذه الكتلة رغم كل حملات أهل الشر والفتنة لاتزال قوية متماسكة متكاتفة تقف خلف الدول المصرية وتمثل بحق "الظهير الشعبي الحقيقي" في ظل غياب حزب يمثل "ظهرا سياسيا" يملك الأغلبية ويعبر عن توجهات الدولة وقيادتها.. وبالتالي أصبح واحدا من أهم أهداف من لا يريدون لمصر خيرا ان يشقوا صف الأمة.. ويبعثروا مكونات الكتلة الوطنية الصلبة.. فان أهدافهم الدنيئة ومخططاتهم التفكيكية التفتينة لن تصبح ممكنة لا في ظل تفكك الأمة وتناحر مكوناتها.
لذلك.. فإن مصر في هذه اللحظات المهمة في عمر الوطن تتعرض وبالأخص الفقراء ومحدودو الدخل لموجهات لا تهدأ من حملات الدعاية السوداء تتنافس في قسوتها وحدتها واتساعها بحيث لم تترك مجالا الا اقتحمته وعاثت فيه فسادا وافسادا تقوم عليها فرق وعصابات ودول ومخابرات لا يريدون لمصر خيرا.. وهم يستخدمون في حملاتهم أحدث ما انتجه هذا العصر من تكنولوجيا "صناعة الكذب" وسحر للعرض عبر شاشات الفضائيات.. وجيوش الإنترنت المتحصنون بمواقع التواصل الاجتماعي وهدفهم تفكيك المجتمع المصري والنيل من وحدته.. وقوته وصلابته.
انهم يتلمسون طريقهم إلي قلب المواطن ووعيه بشتي السبل والأساليب انهم يلتحفون بقيم الصدق والموضوعية وما هم الا كاذبون مضللون.. يتفننون في اطلاق الشائعات وتشويه الحقائق وكل انجاز يحققه أبناء الوطن.. ينشرون اليأس والاحباط.. فانه طريقهم لإرباك الدولة والمجتمع وتحقيق ما يصبون إليه.
.. لكن مصر الدولة والشعب علي وعي كامل بما يصنعون.. ويقظة لما يأفكون.. وهيهات هيهات ان نتركهم يحققون ما يستهدفون فان مصر الخير قادمة لا محالة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف