الأخبار
كرم جبر
معصوم ومن معه.. متي يفهمون !
إنها مصر

مشكلة معصوم مرزوق والذين معه أنهم أدمنوا الأوهام، فهم يتخيلون أن هذا الشعب الذي تجرع المرار، يمكن أن يشرب نفس الكأس، ويخرج ويتظاهر ويحتج ويحرق ويقتل، من أجل شعارات زائفة، نكبت البلاد والعباد !
هل يعاود المصريون الحنين إلي الخراب، وهم يعلمون جيداً أن بلدهم لو سقط - لا قدر الله - فلن تقوم له قائمة، ولن يصل في أحسن الأحوال إلي الأوضاع في سوريا وليبيا.. وهذا ليس من قبيل الفزاعات، ولكنها قراءة لمخططات همجية، يدبرها أعداء من غير أبناء الوطن، وأيضاً من أبناء الوطن ؟
هل يعاود المصريون الحنين إلي عودة ميليشيات الإخوان، المدججين بالأسلحة والخرطوش، في أبشع صور الهمجية، وتكرار نماذج طالبان في المدن والقري المصرية، واسترجاع محاكمات الشوارع التي قتلت كثير من الأبرياء، دون محاكمة ؟
هل يعاودهم الحنين إلي البلطجة والبلطجية، وسرقة السيارات واختطاف النساء، وسريان الخوف والذعر ليلاً ونهاراً، وحرق الأقسام وانتشار كمائن الفتوات كبديل للدولة وأجهزتها السيادية ؟
هل يعاودهم الحنين إلي مرسي والشاطر وصفوت حجازي والعريان وأبو بركة وغيرهم، من نجوم الزمن الكئيب، الذين فوجئوا بأن الدولة سقطت بين أيديهم، فأرادوا ابتلاعها علي عجل، فوقفت في حلوقهم وخنقت أطماعهم ؟
معصوم والذين معه أول من يعلمون، أن دعواهم إلي الخروج لن يستجيب لها أحد، وأن الناس الذين استعادوا ميدان التحرير من أيدي الذئاب، لن يسلموه مرة اخري، ورغم ذلك تمادي في مطالبه الهزلية، فأصبح الرأي تحريضاً، والفكرة أفعالا يجرمها القانون.. ولا يمكن أبداً الربط بين حرية الرأي والتعبير وبين الدعوة إلي العنف والتحريض.
لم يعد ينطلي علي أحد حكاية »السلمية»‬، فقد اكتوينا بنارالسلمية المتوحشة، المدججة بالخرطوش والسيوف والمتفجرات، وعرفنا لأول مرة ان الإرهابي يمكن ان يكون سلميا، يقتل ابن وطنه ودينه، بفتاوي سلميتهم التي تنزف الدماء.
ولم يعد ينطلي هزلية الدعوة للاستفتاء، فالانتخابات الرئاسية لم يمض عليها سوي شهور قليلة، وقال الشعب كلمته في انتخابات اعترف الجميع بنزاهتها، وكانت الدولة تحض الناس علي النزول، ليختاروا من يشاءون، بينما كان معصوم والذين معه هم دعاة المقاطعة، فهل نحن في دولة هشة تحكمها فرامانات معصوم، أم الدستور والإجراءات والقوانين واجبة الاحترام ؟.
ولم يعد ينطلي علي أحد أكذوبة انهم يريدون وطناً يحتوي الجميع، فقد قدموا نماذج عملية في الاقصاء السياسي والعدالة »‬ الانتقامية »‬، بينما يعيش الآلاف من الإخوان المسلمين مثل سائر المصريين، وتطبق عليهم نفس القوانين كغيرهم، فالقاتل قاتل بجريمته وليس بهويته، والإرهابي إرهابي سواء كان دينياً أو شيوعياً.
لم يقترب أحد من معصوم والذين معه، رغم أنهم يستخدمون لغة عنيفة، ابسط مفرداتها السب والشتائم وتخوين من يختلف معهم، ولكن معصوم تجاوز الرأي إلي التحريض والعنف والخروج إلي الميادين، لأن الدولة لم تخضع لمطالبه.. وبالله عليكم هل تصبح دولة إذا كان فيها عشرة مثل معصوم، وكل منهم يجب ان تكون مطالبه أوامر واجبة النفاذ ؟
من لا يدرك أن الدولة القوية عادت، يخطئ الحسابات، ويرتكب أفعالا لا يحسب عواقبها، فقد اصبح للبلاد سلطة شرعية، تدير شئونها وترعي مصالحها، وانقشعت سحب الفوضي.. وشاء هؤلاء المشككون أم أبوا، فإن مصر تمضي في طريق التنمية والبناء، لتكتفي ذاتياً ولا تمد يدها لأحد، ولا يشمت فيها عدو ولا حبيب.
متي يدرك معصوم والذين معه، أن المصريين لم يعد لديهم حنين إلي الخراب، وأنهم كرهوا الشعارات والمزايدات والمتاجرة بالأوهام، وأن استرجاع الماضي ضرب من الخيال.. متي يفهمون؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف