ناجى قمحة
ترامب.. يقبض المليارات.. ويمنع الملايين!
يتصرف دونالد ترامب منذ دخوله البيت الأبيض التصرفات نفسها التي اعتادها وهو رجل أعمال وتاجر مهموم بجمع الأموال فهو كرئيس لا يقيم وزنا لمواثيق دولية تعلي القيم الإنسانية وتحمي حقوق الشعوب وتحصن المبادئ التي استقرت عليها الدول بعد حربين عالميتين مروعتين. وفي مقدمتها العمل علي حفظ الأمن والاستقرار في العالم وتحرير الشعوب من كل أصناف الاحتلال وردع العدوان عليها. وعدم التدخل في شئونها وممارسة الضغوط عليها بهدف إملاء الشروط وفرض الهيمنة.
يأتي موقف ترامب من القضية الفلسطينية العادلة مثالا صارخا لهذه التصرفات التي تضرب مصداقية الولايات المتحدة الأمريكية في مقتل. فهو حماية لمصالحه ومصالح القوي الصهيونية المتحالفة معه والتي أوصلته للبيت الأبيض وتبقيه فيه حتي الآن. أهدي القدس العربية المحتلة لإسرائيل متحديا كل القرارات الدولية. وعاقب الشعب الفلسطيني عندما رفض الجلوس علي مائدة تفاوض مع إسرائيل بدون ملف القدس. وأعطي الضوء الأخضر للترسانة الحربية الإسرائيلية المزودة بالسلاح الأمريكي كي تقتل النساء والأطفال والمسعفين الذين تظاهروا دفاعا عن القدس وطلبا للعودة إلي أراضيهم المقدسة.
لم يتردد ترامب سعيا لإرضاء أكثر لإسرائيل وعقابا للفلسطينيين. في سحب التعهدات الأمريكية بتمويل عمليات وكالة "الأونروا". الدولية. وهو يمضي خطوة أخري في طريق محاولة الضغط علي الفلسطينيين بعدم دفع 200 مليون دولار تعهدت بها الولايات المتحدة الأمريكية عندما نصبت نفسها راعية لعملية السلام وخدعت بها بعض القادة العرب لعقود قبل أن يهتك ترامب بتصرفاته الفاضحة الستار ويدفع بالولايات المتحدة الأمريكية ظهرها للحائط عارية حتي من ثوب الخداع والتضليل. فمتي يتحرك العرب ليس دفاعا عن الشعب الفلسطيني فقط. بل أيضا عن مصالحهم وثرواتهم الطائلة التي "يغرف" منها ترامب المليارات بينما يضن علي الفلسطينيين بالملايين؟!