الجمهورية
السيد البابلى
الناصريون .. وساويرس .. والرجعية الإمبريالية!!
الناصريون يعتقدون أن توجيه الانتقادات إلي مرحلة الزعيم التاريخي جمال عبدالناصر. والقرارات التي اتخذها هو نوع من الخطيئة ومساس بالذات المصونة المحظور الاقتراب منها إلا بالمدح والتهليل!!
والملياردير نجيب ساويرس. كتب تدوينة ينتقد فيها إجراءات وسياسات التأميم التي قام بها الزعيم الخالد.
وساويرس الذي كان في ذلك يعبر عن قناعاته الشخصية الرأسمالية التي تقف معارضة لإجراءات التأميم. وتنظر إلي هذه السياسات علي أنها مخيفة ومدمرة للاستثمار. وتدخل الرعب في قلوب رجال الأعمال. وهي وجهة نظر لعقلية رأسمالية تؤمن بالاقتصاد الحر ونظرياته.
ولكن حديث ساويرس أدخله في حقول الألغام الناصرية التي تنتظر حديثاً من هذا النوع لتعبر عن تمسكها بالفكر الناصري رغم أن مرحلة عبدالناصر لا يمكن تكرارها لطبيعتها الخاصة والظروف السياسية المتعلقة بها. ولأن حركة التغيير في السياسة والاقتصاد أضافت أبعاداً جديدة لا علاقة لها بالمرحلة الناصرية.
وبدأ رئيس الحزب العربي الناصري مسلسل الهجوم علي ساويرس. مؤكداً أنه يمثل كل الرجعية العربية الرأسمالية المرتبطة بالرأسمالية العالمية.
ونسي رئيس الحزب العربي الناصري أن يضيف أيضاً ارتباطه بالإمبريالية والصهيونية. وهي الأوصاف التي اعتاد عدد من الناصريين اتهام خصومهم بها.
أما أمين السياسات بالحزب الناصري فقد وصل في هجومه علي ساويرس إلي مرحلة أعلي حين قال: إن ما يقوله ساويرس هو "درب من دروب الجنون"!!
وسواء كان الاتهام بالعمالة أو بالجنون.. فإن هذه الاتهامات تعكس جموداً في الفكر.. ورفضاً لتعدد الآراء. واعتقاداً بالوصاية علي الشعب. ولهذا لم تنجح الناصرية بعد وفاة عبدالناصر. ولم نسمع منهم وعنهم إلا التمسح بقميص عبدالناصر. والمزايدة به حياً وميتاً!!
* * *
وإذا كنا من الذين تربوا في أحضان الثورة المصرية بعد عام 1952. ومن الذين استفادوا من مجانية التعليم. إحدي إنجازات عبدالناصر التي لا تُنسَي. وأحد مقومات البعد الاجتماعي الذي حرص ناصر من خلاله أن يحقق العدالة الاجتماعية. فإننا نتذكر هذه الأيام الخوالي ونحن علي أعتاب عام دراسي جديد. وحيث أصبح التعليم وتحول إلي أداة لاستنزاف الأسر المصرية. ومصدراً لإرهاقها ومعاناتها.
فلم يعد التعليم مجانياً ولا طريقاً سهلاً للطبقات محدودة الدخل. فإذا كانت الرسوم الدراسية شبه مجانية. فإن هناك الملابس المدرسية. والدروس الخصوصية. والكتب والأدوات المدرسية وكلها بأرقام تفوق طاقة الأسر. وتعكس تفاوتاً طبقياً هائلاً ينعكس في التفاوت الكبير بين متطلبات واحتياجات ورسوم الدراسة بالتعليم الخاص والأجنبي واحتياجات ورسوم الدراسة بالتعليم الحكومي.. ورسوم طالب واحد في مدرسة دولية أو خاصة تكفي لسداد رسوم طلاب مدرسة حكومية بأكملها.. وهذا التفاوت الهائل يعني أن ما كان يبحث عنه عبدالناصر لم يتحقق.. وأن أفكار عبدالناصر قد أصبحت من ذكريات الماضي فقط!!
* * *
والدولة العميقة.. دولة الموظفين التي أوقفت إنجازات وانطلاقة أي محاولات للتغيير وتطبيق القانون مازالت في عنفوانها ومنظومتها الخاصة.
وفي حديث الدكتور أحمد فرحات رئيس جهاز التفتيش الفني علي أعمال البناء بوزارة الإسكان توصيف كامل لخطورة دولة الموظفين التي توقف كل القرارات وتعطل أيضاً كل الإجراءات. وتجيد استغلال ثغرات القانون ولوائحه.
فالدكتور فرحات يحدثنا عن وصول مخالفات البناء في مصر منذ يناير 2000 إلي سبتمبر 2017 إلي نحو ثلاثة ملايين عقار أو مبني مخالف!!
ويقول أيضاً: إن قرارات الإزالة التي صدرت حتي الآن للعقارات المخالفة وصلت إلي مليونين و600 ألف عقار. وهي قرارات وجوبية التنفيذ. وأن هناك 44 ألف عقار. قد يسقط في أي لحظة!!
أما لماذا كل هذه المخالفات.. ولماذا لم يتم منعها أثناء الإنشاء.. ولماذا لم يتم تنفيذ قرارات الإزالة.. ولماذا الإبقاء علي منازل آيلة للسقوط؟!.. فكل هذه أسئلة لم يتطرق إليها الدكتور فرحات. لأن الإجابة معروفة.. وابحث عن تقاعس المحليات.. وعن دولة الموظفين.. وعن الفساد!!
* * *
وفي مسلسل الشائعات الذي أصبح سائداً فقد قال الخبثاء إن الدكتورة خبيرة علم طاقة المكان تعالج الناس بالأحضان والقبلات!!
والدكتورة ردت علي ذلك بالقول: "اتهريت شائعات.. وأنا لست طبيبة نفسية".
والذين قالوا عن الدكتورة إنها تعالج بالأحضان والقبلات يستحقون علاجاً من نوع آخر بالأحذية و"الشباشب".. وهذا أقل ما يجب لمن يسخرون من الأحضان والقبلات!!.. مفيش حاجة بتعجبهم!!
* * *
ونأسف.. ونتأسف علي هذا الخبر.. ففي بورسعيد لقي رجل مصرعه بطعنة نافذة في القلب بسلاح أبيض علي يد ابنه. علي خلفية مشاجرة بينهما.. ولا تعليق.. ارحمنا يا رب!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف