الأهرام
مرسى عطا الله
ما الذى جرى لنا ؟
ما الذى جرى لنا.. إن المرء يخيل إليه من هول ما يشهده فى الفضائيات وما يقرأ فى الصحف بشأن جرائم القتل والخطف والاغتصاب المقترنة ببشاعة غير مسبوقة خصوصا جرائم قتل الأطفال والزوجات.. هل أصبحنا فى غابة تسودها قواعد الجاهلية الأولى عندما كان كل شيء مباحا بلا حرمة ولا تحريم ولا خجل ولا استحياء.

ما السبب فى كل هذا الذى نراه مفزعا ومخيفا على شكل ردة سلوكية وأخلاقية تتناقض مع ما ورثناه من عادات وتقاليد اجتماعية حميدة ومع القيم الدينية الأصيلة.

البعض يقول: إن هذه الجرائم نشأت بسبب طغيان الثقافات المادية الملبية للشهوات والغرائز على الوازع الدينى نتيجة غياب الفهم الحقيقى لروح الدين وبالتالى تراجع قوة الضمير الحى ومن ثم تهتز متانة الروابط بين البشر بما فى ذلك روابط القربى وصلة الرحم خصوصا مع انتشار واتساع مساحة التواصل الاجتماعى من خلال شبكة الإنترنت العنكبوتية وما يرد بها من مشاهد وسلوكيات لا تلائم مجتمعاتنا وتخترق العقول والنفوس الضعيفة الذين تبهرهم هذه السلوكيات الفاضحة والمرذولة.

وهذا القول به جانب كبير من الصحة حسب اعتقاد علماء النفس الذين يرون أن الإنسان كائن طموح بطبعه ومن ثم يسهل اندفاعه نحو الخطأ ونحو الجريمة بدرجة تتناسب مع طغيان القيم المادية على القيم الروحية التى تتفق مع «الميكافيلية» فى أن الغاية تبرر الوسيلة ومن ثم يكون بلوغ أى هدف مبررا للمرء أن يدوس فى طريقه أى ضوابط أخلاقية أو أى قيم وتعاليم دينية.

ولأنه ليس بمقدورنا أن نعزل أنفسنا عما يجرى حولنا من بث لا ينقطع ليل نهار فإن خيارنا الوحيد هو الإسراع بصياغة وتعميم خطاب إعلامى وثقافى يدعم حاجتنا إلى تقوية مناعتنا الذاتية ضد كل ما يتعارض مع قيمنا الأخلاقية وتعاليم ديننا الحنيف من خلال حوار مجتمعى يشارك فيه الخبراء والمحللون القادرون على كتابة روشتة المقاومة للغزو الفضائى المدمر!

خير الكلام:

<< تجاهل المشكلة هو أول خطوة على طريق اليأس من حلها!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف