الجمهورية
سعد سليم
قمة مصرية ــ أمريكية مرتقبة
من أجل مستقبل أفضل لكل أبناء الوطن
مصر .. تسابق الزمن
قادة دول العالم يتسابقون للقاء الرئيس السيسي في نيويورك
قمة مصرية ــ أمريكية مرتقبة .. ولقاءات مع صُـنَّاع القرار في الولايات المتحدة
يحرص الرئيس عبدالفتاح السيسي علي المشاركة السنوية في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. التي تعتبر أهم منصة دولية يشارك فيها غالبية قادة وزعماء دول العالم.. يلقون كلمات وبيانات تعكس سياسة دولهم تجاه مجمل الأوضاع الخاصة بأنشطة الأمم المتحدة.. ويأتي حرص الرئيس علي المشاركة للمرة الخامسة علي التوالي منذ أن تم انتخابه رئيساً للجمهورية ليعكس انفتاح مصر علي المجتمع الدولي والمشاركة الفعالة في مناقشة جميع الأوضاع وكافة المستجدات وطرح الرؤي لمواجهة الأزمات والمشكلات العالمية.
أيضاً تتيح هذه المشاركة فرصة كبيرة لأن يلتقي الرئيس بعدد من القادة والملوك لبحث سُبُل تعزيز العلاقات الثنائية مع دول العالم. ودفعها إلي آفاق أرحب علي كافة المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية والتنسيق فيما بينها لمواجهة أخطر المشاكل التي تهدد العالم أجمع وعلي رأسها مكافحة الإرهاب والقضاء علي الفكر المتطرف.
ولأن مصر تشهد حالياً مراحل متطورة من التنمية والبناء وتشهد تغييرات جوهرية في كثير من المجالات خاصة في قطاعات الزراعة والصناعة والإسكان يجعلنا نشعر بأن مصر تولد من جديد.. وبالتالي فإن شرح تطور الأوضاع في مصر في هذه المرحلة المهمة من تاريخها الحديث. وإبلاغ العالم كله بما حدث ويحدث في مصر بشكل مباشر ومن جانب الرئيس ينعكس بالتأكيد إيجابياً علي صورة مصر لدي دول العالم ويعمل علي تصحيح المفاهيم الخاطئة التي حاول البعض توصيلها عن مصر في سنوات سابقة.
مشاركة الرئيس في اجتماعات الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك هذا العام تتضمن نشاطاً واسعاً ومكثفاً.. ويأتي استمراراً للجهود المصرية في السنوات السابقة.. من هنا فقد طلب عدد كبير من زعماء وقادة العالم اللقاء مع الرئيس المصري علي هامش اجتماعات الجمعية العامة انطلاقاً من ثقتهم في التوجهات المصرية وثقل مصر علي الصعيدين الإقليمي والدولي من أجل التباحث والتشاور وتنسيق الجهود المشتركة في القضايا التي تهم بلادهم.
أيضاً سيلتقي الرئيس علي هامش القمة مع عدد من السياسيين ورجال الأعمال والشخصيات الأمريكية المؤثرة في صناعة القرار الأمريكي إضافة للقاء المهم للرئيس مع أعضاء غرفة التجارة الأمريكية ورؤساء الشركات الكبري في أمريكا سواء من لها نشاط تجاري واستثماري في مصر أو من تهتم بأن يكون لها نشاط في المرحلة المقبلة. وسيجري الرئيس حوارات مفتوحة معهم للتباحث حول سُبُل تعزيز الشراكة الاقتصادية والتجارية بين البلدين. وسيلقي الرئيس عبدالفتاح السيسي الضوء علي تطورات عملية الإصلاح الاقتصادي وتشجيع الاستثمار في مصر ورؤية الدولة لدور القطاع الخاص في التنمية ومستجدات تنفيذ المشروعات القومية والتنموية العملاقة في مصر.
القمة المصرية الأمريكية بين الرئيسين المصري والأمريكي ستكون محل اهتمام كبير وذلك لطبيعة العلاقات الاستراتيجية المهمة بين البلدين.. والتي تشهد تطوراً ملحوظاً علي مدي العامين الأخيرين. فهناك تواصل مستمر مع الجانب الأمريكي نعرض آراءنا بكل شفافية ووضوح في مختلف القضايا والمشكلات خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ومشكلات الشرق الأوسط.. في ضوء القرارات الدولية.
ولأن العلاقات المصرية الأمريكية تشهد أحياناً اتفاقاً واختلافاً في وجهات النظر في بعض القضايا خاصة التي تهم منطقة الشرق الأوسط لطبيعة مصر وتفهمها وإلمامها ومعرفتها وتقديرها لحجم هذه القضايا وتأثيرها علي دول المنطقة. فإن هذه اللقاءات الثنائية المباشرة تساعد كثيراً في تقريب وجهات النظر بشأن هذه القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وقد انعكست الرؤية المصرية الجديدة تجاه العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية من خلال لقاءات الرئيس عبدالفتاح السيسي وتصريحاته التي تركز دائماً علي أن العلاقات المصرية الأمريكية علاقات استراتيجية تقوم علي ثوابت يحرص عليها الطرفان.. وهناك تفهم أمريكي خلال السنوات الثلاث الماضية لحقائق الوضع في مصر. وسياستها التي تتسم بالتعقل والتوازن والحرص علي هذه العلاقات.. ومن المؤكد أن مستقبل هذه العلاقات طيب فإنه بمرور الوقت تتحسن الأمور وبالفعل فقد عادت المناورات العسكرية المشتركة بين البلدين المعروفة بـ"النجم الساطع" وأفرجت الولايات المتحدة الأمريكية عن 195 مليون دولار من المعونة الأمريكية كانت قد احتجتزته من قبل.
مصر تعتز بعلاقات الشراكة مع الولايات المتحدة ومسيرة التعاون الممتدة عبر عقود طويلة. كما أنها تؤمن وتعمل علي الارتقاء بتلك العلاقات إلي مرحلة جديدة تتناسب مع المتغيرات الإقليمية والدولية الراهنة. وما تفرضه من تحديات ومخاطر. مرحبة بنتائج الحوار الاستراتيجي بين البلدين. الذي عقد في عام 2015 وعكست نتائجه حرص الجانبين علي دعم الشراكة والتعاون بينهما في مختلف المجالات.. وهذا سيكون محوراً مهماً في لقاء القمة الذي سيجمع بين الرئيسين.. إضافة لمناقشة مستجدات القضية الفلسطينية والأوضاع في كل من سوريا واليمن وليبيا في ضوء رؤية مصر الواضحة التي ترفض التدخل الخارجي في شئون الدول وتؤيد الحل السياسي النابع من رؤية الشعوب والدولة الوطنية.
أيضاً من المقرر أن يلتقي الرئيس السيسي والرئيس الفرنسي ماكرون والمستشارة الألمانية إنجيلا ميركل. إضافة لعدد آخر من قادة وزعماء العالم في إطار التنسيق والتشاور وتنسيق الجهود في مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك خاصة فيما يتعلق بمواجهة الهجرة غير الشرعية ومكافحة الإرهاب والدور الكبير الذي تقوم به مصر في مواجهة هاتين الظاهرتين.. إضافة لبحث تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.
نشاط واسع ومكثف سيقوم به الرئيس خلال تواجده في نيويورك وسيعرض رؤية مصر الواضحة في مختلف القضايا العالمية والإقليمية التي تنبع من أهداف ومقاصد الأمم المتحدة.. لأن مصر التي تم انتخابها عضواً بمجلس الأمن لست مرات وتعد سابع أكبر الدول مساهمة في عمليات حفظ السلام. لديها إيمان عميق بقيم المنظمة الدولية. ولديها ثقة في أن تحقيق هذه القيم أمر ممكن.. بل واجب وضروري.
مصر تتطلع وتسعي إلي تحقيق ما تؤمن به من شراكة أممية من أجل بناء عالم يستجيب لطموحات أبنائه في الحرية والكرامة والأمن والرفاهية.. ولكن كيف يتحقق ذلك ومازلنا عاجزين عن احتواء ومنع الصراعات المسلحة. ومواجهة خطر الإرهاب.. ونزع السلاح النووي.. ومعالجة مكامن الخطر والخلل الكبري في النظام الاقتصادي العالمي. والتي أدت إلي زيادة الفجوة بين العالمين المتقدم والنامي؟!!
كل هذه المشكلات ستطرحها مصر في رؤيتها أمام العالم. ومن علي منبر الأمم المتحدة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف