الأهرام
فاروق جويدة
هوامش حرة وجوه يجب أن تختفى
هناك وجوه من أزمنة رحلت كان حولها غبار كثيف وكانت لها سجلات من الخطايا والأخطاء وبعضها ارتكب جرائم وربما قضى فى السجون أوقاتا طويلة.. وكان ينبغى أن تختفى هذه الوجوه وتأخذ مكانا بعيدا عن ذاكرة الناس ويكفى ما فعلوه فى الماضى خاصة إننا لم نحاسب أحدا رغم ضخامة المسئولية.. لقد عادت هذه الوجوه تطل علينا فى وسائل الإعلام والمناسبات وهى لا تستحيى أن تتحدث عن أحلام وأفكار كانت سببا فى ضياع فرص كبيرة للنهوض بهذا البلد.. لا أدرى بأى حق يتحدث أحد عن الشرف وهو مدان وبأى فكر يتحدث عن الانجازات ولم يكن يوما شريكا فيها وبأى حق يتحدث عن الأمانة وخلفه سجلات طويلة من سوء الأعمال والأخلاق والسلوك.. هناك أشخاص انسحبوا من الساحة بكرامة منهم من حصل على البراءة أمام القضاء ومنهم من أدين ولكنهم فضلوا الانسحاب من كل شىء ويعيشون الآن حياتهم بعيدا عن الأضواء.. ولكن بجانب هؤلاء هناك من يتحايل على الناس حتى يبدو فى صورة تخالف الحقيقة لأن الملفات مازالت فى مؤسسات الدولة والأخطاء يعرفها الجميع وكان على هؤلاء أن يختفوا تماما.. إن الشىء الغريب أن تجد هؤلاء يتصدرون الحفلات واللقاءات بجانب كبار المسئولين وهنا تختلط الأوراق بين حقيقة مواقفهم وتاريخهم المشبوه وبين صورة يحاولون فيها خداع الناس مرة أخرى.. إن الإعلام يشارك فى مثل هذه الجرائم حين يخصص الصفحات والشاشات لهم وهم يتحدثون عن أمجادهم الغابرة رغم أن التاريخ يحفظ كل الخطايا والأخطاء.. لا ينبغى أن يضلل الإعلام الناس مرتين كانت الأولى حين كشف أخطاءهم السابقة وها هو الآن يضلل الناس مرة أخرى حين يتحدث عن أدوارهم.. هناك أشياء وحقائق لا يمكن التغاضى عنها لأنها ثابتة فى ضمير الناس ولا يمكن أن يتساوى من افسد ومن أصلح أو من كان صوتا للحق.. ومن كان مروجا للباطل.. أمامنا وجوه كثيرة حتى من باب الحياء يجب أن تختفى لأن اختلاط الوجوه والأدوار يترك آثارا سيئة فى صورة المجتمع حين يفقد القدرة على أن يميز بين من يبقى ومن يختفى.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف