تستعد الهند، بل ويستعد العالم كله، للاحتفال بذكرى مولد الزعيم الهندى الاشهر المهاتما غاندى التى تحل فى العام المقبل، حيث كان مولده فى عام 1869 لعائلة هندية ثرية لها إسهاماتها فى العمل السياسى المحلى بولاية جوجارات الهندية. وأرسلته العائلة ليدرس القانون فى لندن عاصمة الإمبراطورية البريطانية التى كانت تحتل الهند فى ذلك الوقت، بل ومعتبرة إياهها درة التاج البريطانى، لثرواتها الهائلة والمتنوعة. وبعد عودته لبلاده، تعاقد للعمل كمحام فى جنوب إفريقيا، حيث بدأ فيها نضاله السلمى ضد التفرقة العنصرية هناك، معتمدا سياسة المقاومة غير العنيفة أو المقاومة السلمية، قبل أن يعود للهند ويقود المقاومة السلمية قائلا إن: اللاعنف هو أعظم قوة لدى البشرية، وأنه أقوى من أى سلاح دمار ابتكره العقل الإنسانى. إن سيرة غاندى أوسع بكثير بالطبع من أن تختصر هنا، ولكن من الوقائع الجديرة بالذكر الاستقبال الحميم الذى لقيه غاندى من أهالى بور سعيد وزعاماتها السياسية عند مرور السفينة إس إس راجبوتانا التى كان قد استقلها من مومباى فى طريقه لمؤتمر المائدة المستديرة فى لندن فى 29 أغسطس 1931، ووصلت عبر قناة السويس إلى بورسعيد فى 6 سبتمبر حيث رحب به قيادات حزب الوفد بالمدينة. وعندما كان غاندى فى رحلة العودة إلى الهند رفضت السلطات البريطانية السماح له بالنزول من السفينة، وتم فقط لقاء على متنها بين غاندى والزعامات الوطنية ببور سعيد. ومن الثابت أيضا أن غاندى كان متابعا ومؤازرا للحركة الوطنية المصرية، وعندما توفى سعد زغلول أرسل غاندى خطابا لزوجته صفية زغلول أعرب فيه عن رغبته فى لقائها، وزيارة قبر الزعيم الراحل.غير أن دعوة غاندى السلمية، ورفضه التمييز ضد المسلمين فى الهند جعلته هدفا للمتعصبين من الهندوس الذين تربصوا به وأطلق أحدهم عليه فى 30 يناير 1948 ثلاث رصاصات أودت بحياته، ولكنها لم تفلح أبدا فى القضاء على دعوته السامية.