وحيد عبد المجيد
اجتهادات تجربة «تايم» الجديدة
يفتح انتقال ملكية مجلة تايم الأمريكية المشهورة عالمياً إلى مالك جديد الباب أمام اختبار جديد للعلاقة بين مالكى الصحف والعاملين فيها. أعلن مارك بنيوف، الذى اشترى مجلة «تايم» بالشراكة مع زوجته لين مقابل 190 مليون دولار، أنهما لن يتدخلا فى عملها، وسياستها التحريرية، الكلام سهل، لكن التجربة ستُظهر مدى جديته. مالكو الصحف فى الولايات المتحدة وأوروبا نوعان. بعضهم يؤمن بحرية الإعلام، ولا يتدخلون فى السياسة التحريرية، مثلما قال بنيوف. لكن آخرين منهم يتدخلون، ويستخدمون الوسيلة الإعلامية بأشكال مختلفة لتحقيق مصالحهم، أو لخدمة توجهاتهم.
التجربة الجديدة مثيرة للاهتمام لأنها تتعلق بمجلة عريقة منذ 1923، وسيعرف مدى التزام مالكها الجديد بما أعلنه عن عدم تدخله فى سياستها التحريرية عبر متابعة الاستمرار والتغير فى السمات التى ميزتها، وفى موقفها الحالى تجاه إدارة الرئيس دونالد ترامب.
أهم مايميز تايم غلافها الجاذب للانتباه، الذى يدل عليها حتى إذا غطت صورة كبيرة منشورة عليه اسمها، وفكرة اختيار أهم شخص فى العام، ووضع صورته على الغلاف. فقد يكون الشخص هو الأفضل خلال العام، أو الأسوأ، من وجهة نظر هيئة تحريرها. لكن المهم أنه الأكثر تأثيراً. وقد يقع الاختيار على مجموعة أشخاص كما حدث على سبيل المثال فى العدد الصادر فى 6 ديسمبر 2017، حيث اختيرت سيدات امتلكن شجاعة الكشف عن تعرضهن لتحرش جنسى, وكان العنوان «كاسرات الصمت»، أما أهم ما يميز «تايم» فى اتجاهات سياستها التحريرية فهو موقفها المناهض لإدارة ترامب، مثلها فى ذلك مثل وسائل إعلام أمريكية كثيرة. لكنها تعبر عن هذا الموقف بالأساليب التحريرية التى تُميزها، وأهمها استخدام الغلاف، كما فعلت مثلاً فى عددها الصادر فى 23 أغسطس الماضى. فقد وضعت صورة ترامب على الغلاف بطريقة يبدو فيها أنه يحاول أن يبقى طافياً بينما المياه تُغرق مكتبه، فى إشارة إلى أن مركزه فى قضية التدخل الروسى فى الانتخابات الرئاسية أصبح أسوأ عقب اعتراف محاميه السابق بانتهاك قوانين تمويل الحملات الانتخابية. فهل تستمر فى هذا الاتجاه أم تغيره؟ سؤال يختبر مجدداً العلاقة بين الملكية والسياسة التحريرية.