الأهرام
احمد عبد التواب
كلمة عابرة البيزنس الرهيب وكرة القدم
مرة واحدة، تلألأ نجم لوكا مودريتش وصارت أخباره وصوره تتصدر الشاشات والصحف والمواقع عبر العالم، وكل هذا فى أقل من شهرين منذ ظهوره الرائع فى مونديال روسيا، ثم النقلة الكبيرة بعد ذلك مباشرة بحصوله على لقب أحسن لاعب فى أوروبا من الاتحاد الأوروبى، ثم جائزته الكبرى كأحسن لاعب فى العالم من الاتحاد الدولى. وأما المثير للتعجب، فهو أن الجماهير العريضة حول العالم لم تكتشف هذا اللاعب الرائع إلا فجأة وهو فى الثانية والثلاثين على مشارف التقاعد، برغم أن أداءه الجميل المميز ظل ثابتاً طوال سنوات، كان آخرها فى ريال مدريد الذى هو واحد من أكبر وأشهر النوادى فى العالم والذى يحظى بمتابعة من عشرات الملايين من كل البلاد!

حكاية مودريتش تصلح وسيلة إيضاح لكيف تجرى صناعة نجوم كرة القدم، وهو ما يحدث فى مجالات أخرى أيضاً، وأهم شرط أن يكون اختيار صُنّاع النجوم لمشروع نجمهم بشرط أن يكون من الموهوبين الأفذاذ، وطبعاً يترتب على هذا خسائر للموهوبين الجادين الآخرين. وأما التخديم على نجوميته فله أهداف ضخمة تعود بمكاسب هائلة على المخططين، الذين يفيدهم أن يكون هدفهم نجماً ليستغلوا نجوميته فى أغراض متعددة، منها الدعاية التى تبدأ بظهوره فى إعلانات تبدأ بلبن الأطفال ولا تنتهى بالسيارات الفاخرة! وأما فى حالة مودريتش فقد ظل عبر سنواته ضحية اختيار صناع النجوم لكريستيانو رونالدو، وهذا لا يشكك إطلاقاً فى مواهب رونالدو الفذة الاستثنائية، وإنما الإشارة إلى أن نجوميته حرقت كل من فى جواره حتى من فى موهبة مودريتش. أنظر الآن إلى الصورة الدعائية التى يرسمونها عن مودريتش بما يتفق مع حالته وشخصيته، باستدرار التعاطف معه بسبب طفولته البائسة فى الحرب الطاحنة فى أعقاب انهيار الاتحاد اليوغوسلافى، وإلى شخصيته الجادة المتفانية فى خدمة فريقه، وأدبه وخجله وتجنبه للظهور، حتى إنهم اكتشفوا أنه فى السنوات الماضية كان يصنع الأهداف لرونالدو..إلخ! هناك أموال ضخمة تُنفَق على هذه الصناعة، كما أن هناك عوائد أكبر بكثير يتحصل عليها صناع النجوم.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف