جلال عارف
هذا العبث بمصير فلسطين .. متي يتوقف ؟!
في الصميم
تتواصل الجهود المصرية من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية رغم كل العقبات، ورغم خلافات في وجهات النظر وفي المواقف مع هذا الطرف الفلسطيني أو ذاك.. فإن القاهرة تتحمل مسئوليتها ولا تفقد الأمل في استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وتمد الحوار مع كل الفصائل.. لعل وعسي !!
لكن السؤال يبقي: متي تتحمل الفصائل الفلسطينية مسئوليتها كاملة؟ ومتي يدرك الجانبان المتصارعان علي السلطة »في غزة ورام الله» أن المخاطر لم تعد تتحمل صراعا علي سلطة وهمية هنا أو هناك، وأن الرهان علي أي دعم خارجي لم يعد يجدي، وأن شعب فلسطين لن يغفر أبدا هذا الانقسام الذي ألحق بالقضية الفلسطينية أفدح الأضرار، والذي مازال البعض يصر عليه وهو يري مؤامرة تصفية القضية كلها يجري تنفيذها علي الأرض، ويكاد هذا »البعض» أن يصبح جزءا أساسيا من المؤامرة !!
قبل يومين وقف رئيس السلطة الفلسطينية »أبومازن» يتحدث أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، لم أكن شخصيا يوما ما من أنصار أوسلو ولا كل من شاركوا فيها. لكن »أبومازن» وهو مهندس »أوسلو» يتبني اليوم موقفا رافضا لمؤامرة تصفية القضية الفلسطينية التي تقودها إدارة ترامب، وتتبني فيها حرفيا برنامج أقصي اليمين الإسرائيلي المتطرف .
موقف »أبومازن» الرافض لكل الإجراءات الأمريكية والإسرائيلية في القدس وبشأن اللاجئين وحق العودة، والمتمسك بالحد الأدني من حقوق الشعب الفلسطيني الذي توفره قرارات الشرعية الدولية بدولة فلسطينية في حدود 67 عاصمتها القدس العربية. هذا الموقف الذي لا بديل عنه للقضية الفلسطينية وسط هذه الظروف الصعبة، يقتضي -قبل كل شيء- أن تتوحد الكلمة وأن يصطف شعب فلسطين كله في جبهة واحدة ترفض أن تتحول قضيتهم إلي طلب للمساعدة الإنسانية، أو أن تباع القدس العربية في سوق الصفقات المتآمرة. لكننا -بكل أسف- لا نجد إلا استمرار الانقسام، ولا نعرف كيف يوصف موقف »حماس» وهي تصيح بأن »أبومازن» لا يمثل الشعب الفلسطيني !!
هل يمكن لشعب فلسطين أن يستمر في تحمل هذا العبث بمصيره وهو يدفع الثمن من أرواح شهدائه، ومن قدس يتم تهويدها، ووطن يستكمل الأعداء سرقته، وقضية مقدسة تتعرض لأخطر مؤامرات تصفيتها ؟!
شعب فلسطين -رغم كل المعاناة- قادر علي أن ينهي هذا العبث !!