2ـ لم يسبق لى أن تعاملت مع الإسعاف، والصورة المختزنة عنه أنه يتحرك من مسافة بعيدة يقاسى فيها من هواة التزنيق عليه والدخول فى سباق معه. إلا أنه على غير ماتوقعت فوجئت برجلين للإسعاف أمامى بعد نحو ربع ساعة فتح أحدهما حقيبة أخرج منها خرطوم أنبوبة أكسجين محمولة دسها فى أنفى عاد لى بعدها هدوء الحياة.
ورغم أنها كانت لحظات صمت وانتظار للمجهول إلا أننى رحت أفكر فى أهمية الإسعاف والتطور الذى أصبح عليه. وقد عرفت أن البداية كانت على جلسة عشاء فى النادى الدبلوماسى جمعت الدكتور محمد عوض تاج الدين وزير الصحة الأسبق (فى الفترة من مارس 2002 إلى ديسمبر 2005) والدكتورة فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولى، ووزيرة خارجية اليابان التى كانت تزور مصر. وفى الحديث عن أحوال مصر الصحية قال د. عوض تاج الدين للوزيرة اليابانية إنه يتمنى لو ساعدت اليابان مصر فى رفع مستوى مرفق الإسعاف وزودته بعدد من السيارات المتطورة.
وانتهى العشاء وانتهت زيارة الوزيرة وبعد أيام تلقى الدكتور تاج الدين طلبا من الحكومة اليابانية بسفر وفد مصرى ينتقى سيارات الإسعاف التى قررت الحكومة اليابانية إهداءها لمصر. وبالفعل أهدت اليابان مصر 220 سيارة إسعاف كانت بداية الارتقاء بهذا المرفق الحيوى. لكن أهم تطور حدث بعد ذلك هو ماقرره الدكتور تاج الدين، فقد كان المألوف مركزية الإسعاف فى مقر تخرج منه إلى مختلف المناطق، ومع انتشار الكبارى واختناقات المرور وعدم وجود مكان يستوعب هذا العدد الكبير من السيارات قرر تاج الدين توزيع سيارات الإسعاف ونشرها بحيث تصل إلى عنوان المريض فى أسرع وقت.
وعلى عكس المعتاد فى العمل الحكومى عندما يقوم الوزير الجديد بمحاولة هدم مشروع الوزير السابق قام الدكتور حاتم الجبلى الذى خلف تاج الدين (من يناير 2006 إلى يناير 2011) بتنمية مشروع عربات الإسعاف وزيادتها حتى أصبح لمصر أسطول يضم أكثر من 2800 سيارة تعمل لإنقاذ حياة الملايين..