نهار
الصور توجع القلب والضمير.. فمع بداية العام الدراسي، وفي أكثر من مدرسة حكومية ببعض المحافظات (مدرسة في إحدي قري طوخ بالقليوبية.. ومدرسة بإحدي قري المنوفية.. ومدرسة أخري بسوهاج، وأخري بمغاغة).. يجلس الطلاب علي حصيرة أو علي بلاط فصولهم الدراسية، ينحنون إلي حد اقتراب رءوسهم والأرض، وهم يكتبون في كراساتهم!!.. أعداد الطلاب في الفصل الدراسي الواحد تجاوزت 80 طالبا و90 طالبا، ولا توجد مقاعد للجميع، وناظر المدرسة يصرخ.. لا توجد لديّ مقاعد كافية، إما أن تأتوا بها من منازلكم، أو تجلسوا علي الأرض!!.. ورغم نفي المتحدث باسم وزارة التعليم صورة طلاب مغاغة الجالسين علي الأرض، موضحا أنهم في انتظار تسكينهم داخل الفصول!!.. فإن الصور الأخري المختلفة من داخل الفصول الدراسية بالفعل.. كما أن المسألة ليست نفيا أو إثباتا، ولا الإساءة لأوضاع المدارس الحكومية بالمحافظات ولا تجميلها.. لكن المطالبة بمد البصر بعيدا، إلي وضعية المدارس بمحافظات مصر المختلفة، ومتابعة أحوال الطلاب فيها واحتياجات المدارس، فليس مقبولا ولا تعليميا ولا آدميا أن تصل نسبة إشغال الفصول في بعض المدارس إلي الحد الذي يعوق العملية التعليمية بالفعل!!... ود.طارق شوقي وزير التعليم، مازال يتكلم عن منظومة تعليمية جديدة، و750 ألف تابلت توزع هذا العام علي الطلاب، وشبكات الفايبر بالمدارس، وبنك المعرفة، ومدارس يابانية، وبناء الإنسان المصري!!.. أي منظومة وأي بناء يا وزير التعليم، والطموحات التي وعدت بها، تكسرت مع بداية العام الدراسي.. وبات الطموح، كل الطموح، هو التعامل الآدمي مع التلميذ، صيانة جسده وكرامته وإنسانيته، فهو لا يذهب إلي المدرسة ليتعلم الإنحناء، ولا ليصاب عموده الفقري!!.. وعلي ذكر المدارس اليابانية (لا أدري إلي أين انتهي بها الحال في مصر)!!.. هناك في كوكب اليابان يضعون فوق مكاتب الطلاب بالمدارس، عمودا حديديا فاصلا، يمنعهم من الإنحناء للأمام عند الكتابة، حفاظا علي بصرهم وسلامة عمودهم الفقري واستقامة جلوسهم.