الجمهورية
د. جميل جورجى
حقوق المواطنة .. والاصطفاف الوطني
من المؤكد أن المواطنة كأساس للعلاقة بين أفراد المجتمع. وكذلك مؤسسات الدولة تعني أن كافة المواطنين سواء في الحقوق والواجبات دون تمييز عرقي أو ديني.. ولكن في الكثير من الأحيان يحدث خلط في المفاهيم سواء كان ذلك بقصد. أو حتي دون قصد في ظل مجموعة من الظروف والأحداث إلا أن ذلك قد يكون بمثابة الطريق الذي يؤدي إلي جهنم.. في الأيام القليلة الماضية مع الإعداد والاستعداد لحضور الرئيس السيسي للجمعية العامة للأمم المتحدة تطايرت بعض الدعوات من أجل استغلال هذه الزيارة لعرض بعض المشاكل الداخلية التي يعاني منها الأقباط.. وقد حاولت بعض هذه الأصوات التي لا تعي حقيقة الأوضاع ممن يعيشون خارج الوطن. أن يكون ذلك كنوع من الضغط علي القيادة السياسية وذلك بالنظر للعديد من الأحداث التي تقع في بعض قري صعيد مصر.. ولم تكتف بذلك. ولكنها راحت بعضها يلوم علي رأس الكنيسة البابا موقفه الذي اعتبروه مؤيداً ومسانداً للحكومة والقيادة السياسية تلويحاً بالسلبية.. ولكن الحقيقة خلاف ذلك تماماً. وأن هؤلاء الذين يقفون وراء ذلك التيار لايدركون حقيقة الأمر. ولا يعرفون مدي الجهد الذي تبذله القيادة السياسية التي تؤكد كل مواقفها وقراراتها علي ترسيخ مبدأ المواطنة ومراعاة المساواة بين كافة أبناء الوطن دون تمييز.. ولا يمكن أن ننكر وقوع بعض الأحداث المؤسفة في العديد من القري ضد الأقباط ووجود بعض الملفات التي قد تم طرقها والتعامل معها رغم حرجية الظروف السياسية داخلياً وخارجياً. وأيضاً الاقتصادية.. وقد تكون هذه الأحداث المؤسفة التي يعلمها الجميع هي التي تقف وراء ذلك الخلط والمطالبة بأن يكون هناك موقفاً للأقباط بالخارج. ولكن ذلك أمر يتعارض مع حقوق المواطنة والمصلحة القومية.. من واجبات المواطنة هي الولاء والانتماء وتفضيل العام علي الخاص ومصلحة المجموع علي الفرد. وذلك ما يعيه أقباط مصر بالخارج.
وقد كانت تلك الحفاوة التي تم استقبال الرئيس السيسي بها وتلك الكلمات العفوية التي عبروا بها عن علاقاتهم الوطيدة وافتخارهم بالرئيس السيسي خير دليل علي وطنيتهم.. هم يدركون تماماً مقدار الجهود التي بذلها الرئيس السيسي وتوجهاته الواحدة نحو جميع أبناء المجتمع التي تعبر عن صدقه وكذلك إنجازاته التي وضعت مصر في مصاف الدول المتقدمة.. إن علي هؤلاء أن يدركوا أن طرح القضايا علي طاولة الخارج خطأ وخطيئة كبيرة وأنها تضر ولا نفع بالكلية من ورائها وأنها تعطي للقوي الخارجية المتربصة بمصر الفرصة لتعكير صفو الحياة وتقويض كل محاولات التنمية والتقدم.. كما أن عليهم أن يدركوا أن موقف الكنيسة صائب فهي ليست مؤسسة سياسية وأن البابا دوره هو السهر علي رعاية المصالح الروحية لشعبه.. كما أن تأييده للقيادة السياسية والمطالبة بالاصطفاف وراءها. فإن ذلك يعد من صميم العقيدة المسيحية والذي لا يتوجب فقط علي رمزها ولكن بقية الرعية.. وحتي لا يحاول البعض أن يري في ذلك محاولة للتملق. وذلك أمر وارد في جميع الأحوال. إلا أن ذلك هو الحق.. يخبرنا عن ذلك الرسول بطرس في رسالة رومية الإصحاح "1" وعدد "13" حيث تقول الكلمات: "لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة لأنه ليس سلطان إلا من الله والسلاطين الكائنة هي مرتبة من الله حتي إن من يقاوم السلطان يقاوم ترتيب الله".
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف