الأهرام
احمد عبد التواب
إمكانيات التليفزيون المُهْدَرَة!
يخطئ مسئولو التليفزيون عندما يظنون أن كثرة عدد مرات بثّ الموضوع الذى يهمهم يزيد من نجاحهم فى تحقيق الغرض من البثّ، دون أن يراعوا قاعدة مهمة يعرفها جيداً دارسو الإعلام عن نفور المتلقى من المادة التى تُلحّ عليه بأكثر مما ينبغى، خاصة إذا كان هذا يتم على حساب تلبية اهتماماته الأخرى فى متابعة موضوعات أخرى! أضف إلى هذا أخطاء فى تفاصيل عرض المحتوى المراد كسب الرأى العام لمضمونه! فمثلاً، وبخصوص المشروعات العملاقة فى البنية التحتية التى تحققت أخيراً، وخاصة فى الطرق والكبارى والأنفاق، والتى من المؤكد أن حُسن عرضها يحقق رضا الجماهير العريضة، إلا أنه يجرى انتهاك قواعد مهنية أساسية فى عرضها، مثل ما يتعلق بالمدى الزمنى المطلوب حتى تلتقط عين المشاهد العادى اللقطة المعروضة وتدرك معناها، ولكن ما يحدث هو لقطات متتابعة خاطفة عن عدد ضخم من هذه المشروعات، بما لا يسمح للمشاهد أن يستوعب التفاصيل, بل قد يُصاب بالضجر من السرعة التى تزيغ البصر. أضف إلى هذا إهمال بعض أهم وسائل العرض الحديثة فى التليفزيونات المتقدمة، التى تستخدم أكثر من أداة عرض بشكل متزامن لتزيد من فرص ترسيخ المعانى المستهدفة لدى المشاهدين، كما أنها تحقق غرضا أساسيا برعاية ذوى الاحتياجات الخاصة، بالاهتمام بالصوت لفاقدى البصر، وبالصورة لفاقدى السمع..إلخ. أما لدينا فكثيرا ما يحدث أن ينبّه صوت المذيع المشاهدين بأهمية ما هو آت، ثم يُكتفى بعرض صامت لمعلومات مكتوبة، يفوت على فاقدى البصر إدراكها! أو أن يكتفى التليفزيون بوظيفة الراديو ويهمل الممكنات الهائلة للشاشة، حيث يقرأ المذيع مادته دون عرض بصرى يفيد فاقدى السمع..إلخ.

خذ عندك هذا الموضوع كمثال، وهو الخاص بالخبر شديد الأهمية الذى أعلنه المهندس طارق الملا وزير البترول عن أن مصر قد حققت أخيرا اكتفاء ذاتيا فى الغاز المسال، وأن هذا سوف يوفر 2.5 مليار دولار سنويا فى الاستيراد الذى توقف الأسبوع الماضى، فقد جرت تغطية الخبر فى الحد الأدنى وباقتضاب، رغم استحقاقه لتفصيل يلتزم بقواعد وفنون العرض.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف