الأهرام
اسامة الغزالى حرب
كلمات حرة التنمر!
فجأة أصبحنا نواجه فى مصر مشكلة التنمر! وانتشرت كلمة أو مصطلح «التنمر» على صفحات الصحف، وفى برامج الإذاعة والتليفزيون وعلى صفحات التواصل الاجتماعى، وأخذ المتخصصون وأساتذة الجامعات يدلون بآرائهم حول التنمر، بل إننى قرأت تصريحا لإحدى الوزيرات تقول فيه إن مشكلة التنمر انتقلت اخيرا إلى مصر..؟! ولكن الحقيقة أنه ليس هناك شىء جديد على الإطلاق، الجديد فقط هو استخدام تلك الترجمة للكلمة الانجليزية Bullying التى كثر استخدامها أخيرا بعد أن سلطت اليونسكو الأضواء عليها وأعلنت أن ربع مليار طفل فى المدارس يتعرضون للتنمر فى المدارس من إجمالى مليار طفل يدرسون فى العالم. ولو سألت طفلك أو ابنك هل هناك زميل فى المدرسة أو صديق يتنمر عليك فلن يفهمك! زمان كنا نصف طفلا ما أو زميلا فى المدرسة بأنه شرس أو بلطجى او «شضلى» ..إذا اتسم سلوكه بالعدوانية و العنف، ولا أعرف ما هى المصطلحات المختلفة التى تستخدمها الأجيال الجديدة. ومن المؤكد أن كلا منا يتذكر جيدا من أيام الطفولة والصبا، وسواء فى المدرسة أو خارجها معارف وزملاء أو أصدقاء ممن حملوا تلك الصفات، بصرف النظر عن كلمة تنمر! غير أنه لم تكن هناك دائما علاقة مباشرة بين تلك الشراسة أو العدوانية وبين التحصيل الدراسى، وأتذكر مثلا أن أحد أشرس زملائى فى المدرسة الإعدادية ثم الثانوية كان هو المهندس الكبير اليوم د.ممدوح حمزة والذى كنت أتجنب الجلوس قريبا منه فى الفصل بسبب عنفه وضوضائه، مع أنه كان من اشطر التلاميذ، بل و اختارته المدرسة التوفيقية لتمثيلها فى برنامج مسابقات إذاعى لتلاميذ المدارس فى ذلك الحين اسمه أوائل الطلبة، بل وأتذكر زميلا أخر كنا نعده من الطلاب العدوانيين والشرسين هو الآن واحد من الجراحين البارزين فى بريطانيا.هل عرفت الآن معنى التنمر..؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف