3ـ أواصل مابدأته عن حديث أعتذر عنه عندما وجدت نفسى بعد دقائق فى سيارة الإسعاف، تحت رعاية خبراء مستشفى الصفا التى وصلنا إليه، وكان صديقى وأخى وعديلى المهندس صلاح دياب قد سارع وتمكن من إعلان حالة فى المستشفى، وقد تبين أن الأزمة التى تعرضت لها ربما بسبب الحقنة الأخيرة قد بدأت بارتفاع حاد فى الضغط وزيادة فى ضربات القلب أديا إلى احتقان الرئتين وتعطيلهما عن أداء مهمتهما. ولولا الأكسجين المحمول الذى جاءت به الإسعاف ثم بعد ذلك أكسجين الأنابيب الكبيرة فى المستشفى لتغير الحال ولكن الله أراد أن يمد فى عمرى . نقلت إلى إحدى غرف الرعاية المركزة وكانت للمصادفة مجاورة للغرفة التى حل بها الصديق إبراهيم سعده عند وصوله إلى القاهرة بعد غيبة طويلة أجبر عليها فى سويسرا، فإبراهيم أشهد أنه من أنزه الصحفيين الذين عرفتهم ولا يعرف كيف يخون الأمانة. وذهبت لزيارته فى اليوم التالى ورغم أنه كان فى حالة سيئة فإن ابنته الغالية نيفين سمحت لى بزيارته وقالت وهى تخفف عنى: مش حيعرفك.
وسألت عنه وكانت فرحتى كبيرة بأنه تحسن كثيرا وخرج إلى بيته. وسمعت أنه ذهب إلى نادى الجزيرة على كرسى متحرك وهو مالم يكن يفعله فى منفاه، وهو مايؤكد كيف أن الوطن هو الحضانة التى ينتعش ويزهزه فيها المواطن مهما يمتد به العمر. دعواتى له بتقدم الشفاء
العربية فتحت بقها وهو تعبير يعرفه صاحب السيارة القديمة عندما يذهب للميكانيكى لتغيير البوجيهات فيفاجأ بمطالب متواصلة يقولها الميكانيكى مثل تغيير المساعدين وتعطل الدينامو والكاربراتير وأن الموتور يحتاج نصف عمرة!
هكذا وجدت نفسى بين الضغط والقلب والسكر والصدر فى رعاية مجموعة غالية من خبراء الطب أذكر منهم الوزير السابق محمد عوض تاج الدين والوزير السابق عادل العدوى وأستاذ القلب أحمد عبد العزيز وأستاذ الكلى حلمى أبوزيد ود. عادل طلعت مدير المستشفى ود. حازم بباوى ود. أحمد سلامة وغيرهم لهم جميعا امتنانى، أما شكرى لله فبلا حدود.