المصريون
عادل عامر 2
كيفية إدارة الأزمات في الزراعة
بدأت الحاجة في العصر الحديث إلي علم مستقل يختص بالأزمات والكوارث، وكيفية إدارتها ومواجهتها، يطلق عليه " علم إدارة الأزمات والكوارث " وهو علم مؤسس كغيره من العلوم على مجموعة من الأسس والمبادئ العلمية والمفاهيم الخاصة به. وهذا ما يجعله علماً مختلفاً في أساليبه وتطبيقاته، عن العلوم الإدارية الأخرى والتي قد تختلط به. فإدارة الأزمات والكوارث تهدف إلى التحكم في احداث مفاجأة، ومتفاقمة، والتعامل معها وتصنيفها ومواجهة اثارها ونتائجها، وهي إدارة تقوم على الدراسة والبحث، والمعرفة والتجارب المستفادة والتخطيط واستخدام المعلومات والبيانات كأساس للقرار السليم.
تعمل إدارة الأزمات والكوارث من خلال التعامل الفوري مع الأحداث لوقف تصاعدها، والسيطرة عليها وتحجيمها وحرمانها من مقومات تعاظمها
ومن أي روافد جديدة قد تكتسبها أثناء قوة اندفاعها. ويتضح أهمية ودور وسائل وأجهزة الإعلام المختلفة عند إدارة ومواجهة الأزمات والكوارث المختلفة، سواء قبل وقوعها أو أثناء حدوثها أو بعد الانتهاء منها، مما يستوجب إبراز هذا الدور وأهميته في توفيرا لأمن والاستقرار في للمجتمع ككل. هناك العديد من التعاريف للأزمة والكارثة، وتختلف المفاهيم والروئ في كل دولة ومجتمع، بحسب نظرتها للأزمة أو الكارثة، فهناك من يري أن الأزمة حدث مفاجئ يسبب ضغطاً لصانع القرار يستلزم مواجهة هذا الحدث بوسائل وأساليب علمية، تساعد على القضاء عليه قبل استفحاله،
وهناك من يري أن سبب حدوث الأزمة عدم توقعها رغم ظهور علامات وإشارات لحدوثها، أو الفهم الخاطئ أو التعامل الخاطئ مع أحداثها، أما الكارثة فيختلف تعريفها بحسب حجمها وإضراراها المادية والمعنوية، فهناك من يري أن حدوث واقعة مادية ينتج عنها وفيات وإصابات وخسائر مادية تعتبر كارثة،
وهناك من يري أن انتشار وباء أو مرض معدي يسبب حالات وفيات يعتبر كارثة، وهناك من يري أن حدوث خسائر مادية نتيجة إعصار مدمر أو حدوث حرائق، يعتبر كارثة، تستوجب تدخل الدولة أو المجتمع الدولي لتقديم المساعدة والتقليل من الأضرار.
أهم الأزمات الزراعية التـي واجهـت الجهـاز الإرشـادي الزراعـي خـلال السـنوات العشـر الأخيرة، وتحديد الأساليب التـي يتبعهـا الجهـاز الإرشـادي عنـد تعاملـه معهـا، وتحديد أهـم العوامــل المــؤثرة علــى كــل مــن: درجــة أهمية المهــام والأنشــطة الإرشادية المتوقــع أن يقــوم بهــا الجهــاز الإرشــادي خــلال مراحــل الأزمــة، ودرجــة تنفيذه لهــا، وأهــم مصــادر معلومــات المبحــوثين خــلال الأزمــات الزراعية، وأهـــم الطـــرق الاتصالية التـــي يستخدمونها أثنــــاء تلـــك الأزمـــات،
وأخيرا التعـــرف علـــى أهــــم المشـكلات التـي تـواجههم وقـت الأزمـات ومقترحـاتهم حيالهـا. وقـد أجريت الدراسـة فـي محافظـة الفيوم علـى عينـة عشوائية بسـيطة مـن العاملين بالجهـاز الإرشـادي بلـغ حجمهـا 120 مبحوثـا بمراكـز الفيوم السـتة، وهــي تمثــل حــوالي16 %مــن حجــم الشــاملة، وقــد جمعــت البيانات الميدانية مــن خــلال اســتمارة استبيان بالمقابلة الشخصية.
وتمثلت أهم نتائج الدراسة في أن أهم الأزمات التي تعرض لها الجهاز الإرشادي هي: النقص الحاد في مستلزمات الإنتاج الزراعي وارتفاع أسعارها (3.93، (%وقلة مياه الري (40، (%وأن سوء التقدير والتقييم للموقف، وعدم المشاركة في اتخاذ القرارات كانت من أهم أسباب نشوء الأزمات حيث أشار إلى ذلك 3.58، %و3.48 %على الترتيب، في حين كان إنكار الأزمة وعدم إعلانها، وتأجيل إظهارها أو كبتها كانت أهم الأساليب التي يتبعها الجهاز الإرشادي في التعامل مع الأزمات
حيث ذكرت بنسب 7.76، %و3.73 %على الترتيب. كما بينت النتائج ارتفاع درجة أهمية المهام والأنشطة المتوقع أدائها من قبل الجهاز الإرشادي، حيث أشارت غالبية المبحوثين (8.75 (%بأن أهميتها كانت كبيرة، بينما أفاد 5.47 %من المبحوثين بأن درجة تنفيذ تلك المهام والأنشطة كانت منخفضة.
وتمثلت أهم مصادر المعلومات التي يلجأ إليها المبحوثون وقت الأزمات في: النشرات الفنية، والباحثين بمراكز البحوث الزراعية، والصحف والمجلات الزراعية حيث ذكرت بنسب 3.98 ،%و 8.95 ،%و 7.91 %على الترتيب، وكانت درجة لجوء 3.53 %لتلك المصادر كبيرة، وفيما يتعلق بأهم وسائل الاتصال الإرشادية المستخدمة وقت الأزمات فقد تمثلت في: الاجتماعات الإرشادية(3.98 ،(%تليها الزيارات الحقلية أو المنزلية(3.73 ،(%كما أظهرت النتائج أن أهم وسائل سبل الوقاية من تلك الأزمات تمثلت في: الاستفادة من الأزمات السابقة والاهتمام بوسائل التنبؤ التي تفيد في هذا المجال، وتحسين العلاقة بين الإرشاد الزراعي وغيره من الأجهزة المعنية( البحوث- الإعلام- الصحة...)، حيث أشار إلى ذلك 8.45 ،%و 45%على الترتيب.
وكانت أكثر المتغيرات المستقلة تأثيرا على درجة أهمية المهام والأنشطة المتوقع أن يقوم بها الجهاز الإرشادي خلال مراحل الأزمة هى: درجة اللجوء لمصادر المعلومات، وعدد الأزمات، ومدى قدرة الجهاز الإرشادي على مواجهة الأزمات، والتخصص العلمي، والوضع المهني، بالإضافة إلى متغير مدى أهمية وجود فريق لإدارة الأزمات، وهى تسهم معا بنسبة 9.39 % فى تفسير التباين الحادث في المتغير التابع.
في حين كانت أكثر المتغيرات المستقلة تأثيرا على درجة تنفيذ تلك المهام هى: المعرفة بمكونات مفهوم الأزمة، ومدى كفاية الخدمات الإرشادية المقدمة وقت الأزمات، وعدد الأزمات الزراعية، بالإضافة إلى متغير مدى الرضا عن مستوى الخدمات الإرشادية المقدمة وهي تسهم معا بنسبة 9.42 % فى تفسير التباين الحادث في المتغير التابع.
كما أشارت النتائج إلى أن أهم المشكلات التي تواجههم في هذا المجال تمثلت في: عدم توفر الإمكانيات اللازمة، وعدم الحصول على دورات تدريبية متخصصة في هذا المجال، حيث ذكرا ذلك بنسبة 3.83، %و7.66، %لذا تمثلت أهم مقترحاتهم في: توفير الإمكانيات اللازمة، وتوفير الدورات التدريبية المتخصصة في هذا المجال حيث ذكرا ذلك بنسبة 3.83، %و3.83. %في ضوء ما أسفرت عنه نتائج الدراسة أمكن استخلاص بعض التوصيات وذلك على النحو التالي:
1 -ضرورة اهتمام الجهاز الإرشادي والأجهزة المعنية ببناء قاعدة بيانات بالكوارث والأزمات المحلية
والعالمية ذات الصلة بغرض توفير مرجعية لدعم القرارات عند التعامل مع الأزمات والكوارث مستقبلا.
2 -نشر الوعي بين أفراد المجتمع الريفي حول القضايا الهامة والفعالة التي تهمهم لمساعدة الجهاز
الإرشادي ومؤسسات تنمية المجتمع المحلي لاكتشاف والتعرف على مؤشرات الإنذار مبكرا لتجنب وقوع
بعض تلك الأزمات.
3 -الاهتمام بالتدريب والتعليم البيئي الهادف للعاملين بالإرشاد الزراعي لتجنب انتشار الأمراض مثل
أنفلونزا الطيور وجنون البقر، مع ضرورة توفير الدورات التدريبية المتخصصة في هذا المجال لرفع
مستوى تعامل الجهاز الإرشادي مع تلك الأزمات حال وقوعها.
4 -ضرورة المصارحة والشفافية في مواجهة الأزمات وعرض ومناقشة أبعادها ومسبباتها، وعدم إنكارها
أو التكتيم عليها، وتوصيل الواقع الفعلي لمتخذي القرار دون تزييف وذلك لمحاولة احتواء الموقف
والتصدي لسلبيات تلك الأزمات، وحتى لا تؤدي إلى سلسلة من الأزمات.
5 -ضرورة إعادة النظر لدى واضعي السياسة الزراعية في إعادة الدعم لقطاع الزراعة الذي تدهور
بصورة ملحوظة منذ رفع الدعم عنه، إلى جانب أنه مدعوم لدى دول العالم حتى المتقدمة منها.
6 -أهمية وجود فريق لإدارة الأزمات لدى الجهاز الإرشادي لديه القدرة على اكتشاف مؤشرات الإنذار
المبكرة، ويكون مسئولا عن وضع أهم السناريوهات التي يمكن اللجوء إليها والاستفادة منها سواء للحد
من تلك الأزمات أو لزيادة القدرة على مواجهتها بأسلوب علمي وعملي سليم. المراجعة الموضوعية للأزمات الماضية والتعلم من الأخطاء، ومن الأزمات المشابهة أين ما تحدث من أجل الأعداد السليم لخطط كفوءة مستقبلية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف