المصريون
رضا محمد طه
خطوبة مباشر....علي الهواء
في زمن الوجبات السريعة والرسائل والتويتات القصيرة والإنطباعات العجولة والأنوميا-فقدان المعايير-التي ينهجها البعض، فاجأ مذيع في قناة "الحدث اليوم" مساء الأحد الماضي زميلته سارة بطلب يدها علي الهواء أثناء تقديمهم برنامجهم "أيقونة السعادة" ثم قام بتلبيسها الدبلة، وبعدها خاطب المذيع المشاهدين قائلاً "أنا قلت لسارة قدام الدنيا كلها تتجوزيني وهي قبلت العرض بتاعي" ونصح المشاهدين بأن أي حد نفسه في حاجة تفرحه وتفرح الناس يعملها دون تردد. لكنني كنت أفضل أن تتأني زميلته سارة في قبول العرض ومن ثم تخبر المشاهدين أنها سوف تعرض الأمر علي ولي أمرها وأسرتها كي تعطيهم حقهم، لأننا تعلمنا أنه لا يحل لرجل أن يتزوج إمرأة إلا بموافقة ولي أمرها كما جاء في الحديث الشريف "لا نكاح إلا بولي".

لماذا إصرار إعلام الفضائيات تصدير رسالة ضمنية للمشاهدين يكمن فيها إشارة واضحة لكسر وهدم الثوابت والأصول، ودخولنا في فوضي عدم الإلتزام بما هو متعارف عليه من قيم ومباديء ومكارم وأخلاقيات أقرتها الأديان جميعها، ناهيك علي تشويه الرموز والشخصيات التي كانت لها مساهمات وأدوار في حياتنا وتاريخنا، وكما لو أن تلك القنوات الفضائية تدعو المشاهدين صراحة وبالأخص الفتيات علي العصيان والتمرد علي أبائهم ، وأيضاً للإنحلال والتحرر من قيود التقاليد والأعراف وأن تحيا الناس حياة بوهيمية يعمل فيها كل فرد ما يحلو له وحسب مزاجه، دون أية أطر مرجعية.

موقف المذيعة والتي وافقت علي خطبتها لزميلها أمام الملايين ودون تردد أو حتي بعض الخجل والكسوف الأنثوي الفطري الذي نراه علي كل فتاة عندما يطلب أحد يدها، حتي لو أن هذا الامر قد تم الإتفاق عليه من قبل، فلا يتم بهذه الطريقة، لأن ذلك سوف يشجع الفتيات علي التجرؤ والقفز علي دور الأسرة أو أولياء الأمور، فيتزوجون عادياً أو عرفياً دون موافقة أسرتهم، وأكبر الظن ان أغلب تلك الزيجات يكون غير متكافأ من جميع النواحي ويحمل داخله بذرة فشله، والدليل علي ذلك عدد حالات الطلاق الغير مسبوقة عندنا، وياريت الأمر ينتهي علي ذلك لكن يصحب تلك السلوكيات الخاطئة إنهيار سواء للبنت أو والديها وتفكك أسري وكذلك جرائم إنتقام أو إنتحار وغيرها مما تطالعنا به الصحف من مشاكل إجتماعية، بسبب أن الإعلام لا يريد للناس دخول البيوت من أبوابها. ما يدعو للعجب، أننا لم نسمع أي تعليق من شيوخ الفضائيات، الذين يغموننا يومياً بفتاوي وشروح وتفسيرات فيها العجب العجاب وحسب المصلحة والطلب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف