محمد نور الدين
"العاجزون" .. عن الارتقاء
قامت النهضة. وحدثت الطفرة.. وتمكنت الدولة بقدرة واقتدار من تحقيق الطفرة.. واستطاعت تغيير وجه الحياة في مصر.. بمشروعات عملاقة. وإنجازات هائلة.. ومؤسسات راسخة.. ومنظومة إصلاح وبناء أشاد بها المراقبون.. وصار الوطن علي الطريق الصحيح.. يسعي بإرادة حرة وعزيمة صلبة.. لاستكمال الأهداف المنشودة.. وتجسيد ما تبقي من تطلعات وآمال مرجوة.
في المقابل.. مازال سلوك بعض الناس متخلفاً عن مواكبة التغيير الشامل والمتكامل في جميع المجالات.. عاجزاً عن الرقي لمستوي الإنجازات والتحديات التي عبرتها الدولة بنجاح مبهر.. منصرفاً عن الانضمام لمسيرة البناء والتحديث بمشاعر جامدة.. وتصرفات صعبة لأبعد الحدود.. تثير الغرابة والتأفف.
لقد تفشت العديد من الظواهر السلبية.. وبات كل شخص أقرب للوقوع في الممنوع.. من السير علي الطريق القويم.. والبداية من أصحاب المحلات والباعة الجائلين.. الذين يصرون علي إشغال الأرصفة وسد الطريق بالبضائع المفروشة والحواجز الحديدية التي تمنع سير المشاة.. ثم من سكان بعض الأحياء.. الذين يلقون بالقمامة في عرض الطريق.. في الوقت الذي تقدم فيه عربات النقل علي إلقاء الأنقاض في وسط الطريق.
ومن يتابع الأحداث يكتشف ازدياد قضايا الرشوة.. ويلاحظ تضاعف جرائم التنقيب علي الآثار.. ويسجل حالات تغيب الأطباء والمدرسين والموظفين عن أداء واجبهم.. والتلاعب بمصالح البسطاء.
في الشارع توارت الشهامة. وانحسرت الأصالة.. وتراجعت الأخلاق الرفيعة.. وبرزت الفهلوة. وتحكمت الأنانية. وانتشر غش المنتجات وغلو الأسعار.. واتسعت رقعة البلطجة والمشاجرات.. واندفع أصحاب السوء للتحرش والمعاكسات.. وتعاطي المخدرات.. وممارسة أعمال العنف لترويع الآمنين.
أبداً.. لا تحملوا "الوزر" للظروف الاقتصادية.. بل لابد من الإقرار بأن الوازع الديني لم يعد يعرف طريقه إلي صدور الكثيرين.. كما أن قواعد التنشئة الصحيحة اختلَّت واهتزت.. وانصرف أولياء الأمور عن غرس القيم والمبادئ في نفوس الصغار.. وتراجع دور المدرسة في تعليم الطفل قواعد الالتزام.. واحترام اللوائح والقوانين.. واتباع النهج السليم.
إن الارتقاء بسلوك "المواطن" ليواكب التطورات الاقتصادية والنهضة العمرانية.. مسئولية مشتركة للمؤسسات الدينية. والمنشآت التعليمية. ووسائل الإعلام المختلفة.. وقبلهم بالطبع البيت.. بالعمل معاً للقضاء علي الظواهر السلبية.. بتأكيد سماحة ووسطية الإسلام.. وإحياء التقاليد والعادات الأصيلة.. وغرس قيم الولاء والانتماء والإيثار منذ التنشئة.. وإثراء سلوكيات الشهامة والمروءة.. والنصح بالابتعاد عن سلوكيات الإضرار والإيذاء.. حتي يصبح المجتمع بالكامل علي قلب رجل واحد.. يبني ويعلي صروحات التنمية والتقدم.. يثري ويحمي منظومة التكافل والتضامن.. يرسخ ويحفظ قيم النمو والأصالة.