الجمهورية
احمد الشامى
من النصر إلي البناء
يسجل التاريخ أسماء القادة العظماء الذين يتخذون القرارات الصعبة في أوقات المحن. والرئيس الراحل أنور السادات أحد هؤلاء الزعماء الذين سطروا أمجادهم بحروف من نور في سجلات الوطنية المصرية. وكانت خطته لعبور قناة السويس عام 1973 من أخطر الرؤي المصيرية في تاريخ مصر الحديث. وجاء خطابه بعد نصر أكتوبر في مجلس الشعب والذي قال فيه"إن هذا الوطن يستطيع أن يطمئن ويأمن بعد خوف بعد أن أصبح له درع وسيف". استشرافاً للمستقبل وتأكيد علي أن مصر لديها جيش قوي قادر علي قهر المعتدين وتوفير الحماية لها من أي محاولات للعبث بأمنها. وحملت كلماته الكثير من المعاني علي أن الجيش هو الحصن الحصين للأمة كلها وهو الذي يتصدي لكل من يريدون العدوان عليها.
لقد سطر أبطال الجيشين المصري والسوري التاريخ من جديد. ورفعوا هامات العرب عالياً. خصوصاً بعد قرار الدول الخليجية بوقف تصدير البترول أثناء الحرب. فأصبح يوجد شهيد في كل بيت مصري. نتيجة الحروب التي خاضتها من أجل إحلال السلام في المنطقة. ولم تكن معاركها في يوم من الأيام إعتداء علي الاّخرين بل من أجل التوصل إلي حل عادل للقضية الفلسطينية. إن المعركة مازالت مستمرة حتي الآن رغم تغير العدو. الذي أصبح خفياً لكن أبطال الجيش لايزالون يسطرون أروع البطولات في حربهم ضد الإرهاب . إنهم رجال عاهدوا الله وشعبهم علي أن يظلوا رجالاً أقرب الي الأسطورة منهم إلي البشر. يتحدون الصعاب ويضحون بأرواحهم من أجل أن يظل الوطن عصياً علي السقوط في أيدي القتلة المأجورين الذين يبيعون الوطن بالمال من أجل مصالحهم الشخصية لكنهم في النهاية سيدفعون الثمن غالياً.
لقد حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي. علي أن يؤكد في كلمته التي ألقاها بهذه المناسبة أن الجيش المصري أثبت مقدرة في حرب أكتوبر تفوق ما توقعه الجميع وقدم فيها الشعب القوي الصامد عطاء يفوق كل تصور. ويقيني أن الرئيس قصد أن ما حدث كان إرادة شعب قرر أن يمحو النكسة بانتصار وصفه قادة إسرائيل أنفسهم بأنه كان زلزالاً مدمراً أفقدها توازنها. لقد أنطلق الشعب يشيد ويعمر بعد أن دخل مرحلة السلام حتي وصلنا الاّن إلي مرحلة نكون أولا نكون. فانطلق أبناء مصر يدشنون المشروعات القومية ويبنون المدن الجديدة في كل أنحاء مصر بروح نصر أكتوبر الذي أعاد للأمة كرامتها وكبريائها. فأصبحت قوة إقليمية قادرة علي أن تؤثر في أحداثه وتنفعل مع ما يدور في أرجائه. وتكون لها الكلمة العليا في الكثير من المواقف التي تحدث في العالم سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف