الجمهورية
حسام حافظ
جماعة السينما الجديدة
انتبه مهرجان الإسكندرية السينمائي في دورته رقم 34 هذا العام إلي ذكري مرور 50 عاماً علي تأسيس "جماعة السينما الجديدة" عام 1968 بعد أقل من عام علي هزيمة يونيه 1967 وقد أصدر بهذه المناسبة كتابين الأول لمجموعة من الكتاب منهم الناقد الأمير أباظة رئيس المهرجان ومقالات لمجموعة كبيرة من السينمائيين منهم المخرج الكبير هاشم النحاس والناقد الراحل سمير فريد والناقد الكبير سامي السلاموني وصفحات من "مجلة الغاضبين" التي كانت تصدر داخل مجلة الكواكب والتي كان يرأس تحريرها رجاء النقاش وفيها مقالات خيري بشارة وصبحي شفيق وسعيد شيمي وهاشم النحاس وفتحي فرج وشفيق شامية ووليم دانيال ونبيهة لطفي وسامي المعداوي وغالب شعث وجابر نصار ومحمود عبدالسميع وأحمد متولي وعلي أبوشادي وعبدالحميد سعيد وأحمد راشد.
وقد أسفر الضغط الذي أحدثته جماعة السينما الجديدة عام 1968 إلي منح الشباب فرصة إخراج فيلمين شهيرين الأول: "أغنية علي الممر" اخراج علي عبدالخالق وبطولة محمود مرسي وصلاح السعدني وصلاح قابيل والثاني "ظلال علي الجانب الآخر" للمخرج الفلسطيني غالب شعث وبطولة محمود ياسين ونجلاء فتحي ولكن عندما تم إلغاء القطاع العام في السينما أصبح للحراك الذي أحدثته جماعة السينما الجديدة دوراً كبيراً في ظهور جيل الثمانينيات في السينما المصرية بداية من محمد خان وعاطف الطيب وخيري بشارة وداود عبدالسيد ورأفت الميهي ولكل واحد من هؤلاء تجربة فنية جديرة بالدراسة والاهتمام في الفترة التاريخية التي عاشوها وقدموا أفلامهم خلالها كما أصدر مهرجان الإسكندرية كتاب "سنوات السعادة والشقاء" للمخرج علي عبدالخالق ويتحدث في جزء كبير منه عن جماعة السينما الجديدة 1968.
من الممكن ان نستفيد العديد من الدروس من تجربة جماعة السينما الجديدة وأولها ان السينما في حاجة إلي الغطاء الفكري أي وجود دراسات جادة متنوعة تفتح آفاق السينمائيين وتكون عوناً لهم للتعرف علي مدارس السينما في العالم ونضرب المثل دائماً بالسينما العالمية حيث 99% من الافلام المأخوذة أو لها علاقة بالنشاط الفكري من خلال نشر الكتب والروايات وحتي المجلات المصورة "الكوميكس" كلها مصادر لشخصيات وقصص تصلح للسينما وتكون الأساس الفكري الذي يتم البناء الفني للفيلم عليه.
تحية لمهرجان الإسكندرية الذي تذكر جماعة السينما الجديدة بعد نصف قرن من نشأتها واتمني أن يكون للجيل الجديد من السينمائيين تجربة مثل جماعة السينمائيين الجديدة بروح الحياة في هذا العصر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف