الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
قصة المركز الأولمبي
من منتصف الخمسينيات وطوال الستينيات كان المركز الثالث في كل الأولمبياد غير متذكر بالضبط كان محجوزاً لألمانيا أم لرمانيا.. كان الأبطال ينافسون أمريكا وروسيا بقوة.. وكان الفارق في عدد الميداليات بين المركز الثالث وأمريكا وروسيا فارقاً بسيطاً جداً.
تكرر هذا في عدة أولمبياد متتالية.. لذا فكرنا في اتحاد الكرة وكنت مديراً للعلاقات والإعلام.. فكرنا في إرسال الدكتور محمد خطاب طبيب الاتحاد لدولة المركز الثالث هذه لمعرفة سر هذا التفوق غير المعقول!! لأن الدكتور خطاب متخصص في طب العظام وإصابات الرياضة.. عاد الدكتور خطاب بعد فترة قليلة ومعه كاتالوجات طبية تشيب لها الولدان.. تقدم طب العظام والعضلات تقدماً رهيباً علي يد أطباء وعلماء تخصصوا في هذه الأمور.. إذا كان هناك مقياس حرارة وضغط دم ورسم قلب وغيره لماذا لا تكون هناك تحديد لقدرات العظام والعضلات وغيرهما.
***
رغم أن هذا ليس اختصاص الكرة وحدها بل من صميم اختصاص اللجنة الأولمبية.. وأيامها كان لازال ما يسمي "المجلس الأعلي للشباب والرياضة" الذي تحول إلي وزارة ووزارتين!! فيما بعد.. إلا أن اتحاد الكرة ألقي ثقله لإقناع رئيسه عبدالحكيم عامر لاستيراد هذه الآلات بأي شكل وبأي ثمن مهما كان.. وبالفعل تم إنشاء "المركز الأولمبي بالمعادي".
قررنا أن نذهب نحن القسم الرياضي ـ وكنا دائماً في هذه المواضيع الصحفية نغطيها جماعة ومعنا المصور ليون نصيف ـ ذهبنا للمركز الأولمبي في أول أسبوع له.. ورأينا العجب.. خاصة أن عبدالحكيم عامر أصر علي أن يحضر مع الآلات المهندسون الألمان.
بطريقتنا القديمة في الكتابة.. كتبت أن هناك جهازاً يرسم كل العضلات ليظهر الضعيف والقوي بالأرقام وكلها بالصور.. كتبنا يومها من باب الفكاهة أن الزميل الكبير ناصف سليم رحمه الله دخل داخل الجهاز فاهتز الجهاز هزة عنيفة وصرخ بأعلي صوته أخرجوه من أمامي!! لن يصلح قط.. كنا أخوة أكثر منا زملاء.
***
أهم من هذا كله.. هل نحن استفدنا من هذا المركز.. إذن أين الميداليات.. الحكاية ليست مراكز شباب ورياضة مدارس.. نحن نحتاج لثورة رياضية شاملة كاملة من كل الوجوه.. فهل نفعل؟.. أتعشم!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف