هذا أهم وأفضل وأقوي وأجمل التصريحات التي يدلي بها مسئول في الحكومة..
والتصريح جاء علي لسان وزير المالية محمد معيط الذي كان يتحدث في فاعليات منتدي "ابني مشروعك" في محافظة الشرقية.. فالوزير تخلي عن خطب الوعظ والإرشاد في هذه المشروعات والمناسبات.. ولم يقف أمام الشباب يطالبهم بالمسئولية ويحملهم ما لا طاقة لهم به.. ولم يقف أمامهم أيضا ليتحدث عن إنجازات ومشروعات وخطط وميزانيات.
الوزير قالها لهم بأعلي صوت "أبويا الله يرحمه كان غفير.. ابن الغفير بقي وزير.. والحمد لله أنا بقيت وزير مالية مصر علشان كان عندي حلم وفضلت وراه".
ومضي الوزير القدير المحترم الواثق من قدراته وخبراته يقول للشباب.. لازم تحلم ولازم تسعي وتجري ورا حلمك ولازم يبقي عندك الثقة في الله وفي بلدك".
ويا أيها الوزير الجميل في تعبيراته.. والجميل في توجيهاته.. والجميل في زراعة الأمل وتفجير الحلم في النفوس. لقد تمكنت بعبارة واحدة صادقة أن تعيد الأمل.. كل الأمل.. وأن تطلق مشروعا قوميا واقعيا في مصر لإعادة اكتشاف الشخصية المصرية وإطلاق مخزون القوة والتحدي داخلها.. وشكرا يا سيادة وزير مالية مصر.
***
ومادمنا نتحدث عن الحلم فدعونا نذهب إلي التجربة الأمريكية في ترجمة الأحلام إلي إبداع وتفوق.
فالولايات المتحدة الأمريكية أغني دولة في العالم. والدولة التي تقدم مساعدات لجميع دول العالم يوجد بها فقراء ومشردون وعاطلون وناس تنام في أكشاك الهواتف حماية لها من برد الشوارع وثلوج الشتاء.
وفي مقدور الولايات المتحدة أن تمنح كل هؤلاء الفقراء قصورا وأموالا طائلة وألا يكون فيها محتاج واحد. ولكن الإدارات الأمريكية المتعاقبة لو فعلت ذلك لانهارت الولايات المتحدة اقتصاديا ولسقطت الإمبراطورية الأمريكية.
الإدارة الأمريكية لو قدمت للجميع المساعدات من إسكان وتعليم وصحة. ولو سارعت إلي بناء المساكن المجانية للفقراء والمشردين لتحول شعبها إلي شعب من "التنابلة" الذين يعتمدون في حياتهم علي الحكومة.. والذين ينتظرون الدعم وينتظرون المساعدة.. وينتظرون الطعام مجانا..!
وتنابلة السلطان يصبحون عالة علي الاقتصاد والتنمية.. تنابلة السلطان لا يحلمون.. لا يفكرون.. لا يبدعون..!
النظرية الأمريكية في التقدم هي نظرية الحلم.. يجب أن تعمل وأن تكافح وأن تتعب وأن تعاني في سبيل أن يكون لك قيمة ومقام في المجتمع.. وأن تحقق حلمك في الثروة.. في النجاح.. في الحياة.
والحلم الأمريكي المستمر هو السبب في منع انهيار الإمبراطورية الأمريكية.. وفي استمرار بقاء أمريكا علي القمة. وفي ابتعادها عن العالم كله مسافات ومسافات.. وقرون وقرون..!