الأخبار
جلال دويدار
هل تتحرك وزارة الزراعة.. لمنع تكرار كارثة موسم الفواكه؟!
خواطر
كما هو معروف في اوساط الزراع فإن موسم الفواكه هذا الصيف تعرض لكارثة الآفات الزراعية التي قضت علي نسبة كبيرة منها.
تأتي في مقدمة هذه الفواكه »المانجو»‬ حيث فقدت حدائقها ما يزيد علي نصف المحصول هذا العام.. ما حدث ألحق خسائر فادحة بأصحاب هذه المزارع. كان من الطبيعي ان يؤدي ذلك إلي الارتفاع غير العادي في الاسواق نتيجة نقصها سواء للاستهلاك أو للتصدير. هذه الكارثة أصابت حتي بساتين وزارة الزراعة عملا بالمثل الذي يقول »‬باب النجار مخلع».
كم أرجو ان تكون وزارة الزراعة ومسئولوها قد ادركوا حجم هذه الكارثة التي ولا جدال هم أحد اسبابها. ان ذلك يعود وبشكل اساسي الي التقصير في المقاومة التي يجب ان تشمل كل مزارع الفواكه في كل منطقة منعاً لانتقالها من مزرعة الي اخري. ليس هذا فحسب وإنما كان هناك اهمال في الارشاد لانواع المبيدات الفاعلة التي يجب استخدامها مع المتابعة المستمرة وهو الامر الذي لم يحدث.
إن اخطر الآفات التي تهاجم الفواكه مع بداية الاستعداد للتزهير وبعد التزهير كما يقول الزراع هي ذبابة الفاكهة والبياضة والسواد الذي يغطي الثمرة عند بدء نضوجها. استخدام المبيدات المتوافرة لم ينفع ولم يكن له نتيجة »‬ساهم في تفاقم هذا الوضع التقلبات الجوية والارتفاع غير الطبيعي في درجات الحرارة. ما حدث لم يلق أي اهتمام من وزارة الزراعة وممثليها المنتشرين في مناطق الزراعات.
ان وزارة الزراعة وفي اطار مسئولياتها وواجباتها مطالبة بان تتدارس الاسباب وراء هذه الكارثة التي اصبحت تتكرر وللاسف في معظم مواسم الفاكهة. لابد أن تكون لديها خطة واستراتيجية لمواجهة مثل هذه الكوارث والعمل علي تجنبها لصالح الاقتصاد الوطني والزراع. إن أحداً لم يفكر في عمل تقدير لحجم الخسائر التي تحملها الزراع وحدهم.
أعلم ان وزير الزراعة عزالدين ابو ستيت قد تسلم منصبه منذ اسابيع قليلة. إنه مطالب بالتحرك لاثبات وجوده وصواب عملية احلاله مكان الوزير السابق. عليه ان يكون أكثر تحركا وحزماًِ في ممارسته لمهام منصبه من الآن وحتي انتهاء الموسم القادم. لا حل لهذه المشكلة العويصة سوي بتبني برنامج قومي لمقاومة هذه الآفات علي مستوي الدولة. ان هذه الوسيلة الوحيدة وفقا لرأي الخبراء لانقاذ محاصيل الفواكه الصيفية من الدمار.
إن المهمة الاساسية لوزارة الزراعة هي حماية الثروة الزراعية في مصر وليس أي شيء آخر. عليها التنسيق مع وزارة الري لتحديد الخطوات والالتزامات. لابد من توافر وسد الاحتياجات من مياه الري في المواعيد المناسبة. انها وان لم تقم بتحقيق ذلك فإنه لا داعي لوجودها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف