الجمهورية
السيد البابلى
الربيع .. وثروة ليبيا .. و"ديسكو" عين شمس!!
كنا نحب الربيع.. وننتظر الربيع.. ولا نعرف إلا ربيع الطبيعة. وتفتح الورود والأزهار.. وانطلاق مشاعر الحب والعواطف الساخنة!!
كان الربيع فرحة.. وتحول إلي نقمة وإلي مصدر للقلق والخوف بعد أن تحول الربيع إلي سياسة والسياسة إلي ربيع.. فمنذ أن عرف الربيع السياسي طريقه إلينا في 2011 والمصائب لا تأتي فُرادَي.. فلم نشهد بعد الربيع إلا عالماً عربياً ممزقاً منقسماً ضعيفاً أخرجوا أحشاءه وتركوها في العراء!!
ولأن العالم العربي استطاع أن ينقذ ما يمكن إنقاذه قبل أن ينهار كله وتتلاشي معالمه. فإنهم الآن يدبرون لربيع آخر مدمر يريدون من خلاله ابتزازعدد من الدول العربية التي ظلت صامدة. ويريدون أيضاً الاستيلاء علي احتياطيات الأموال العربية وأرصدتها في البنوك العالمية. وأن يقوموا علاوة علي ذلك برهن واحتجاز كل الدخل القادم.
ويقول أحمد قذاف الدم. المسئول السياسي لجبهة النضال الوطني الليبي إن الرئيس الليبي معمر القذافي الذي قتلوه وسحلوه في ربيع ليبيا الدموي قد ترك ثروة تقدر بـ600 مليار دولار. ولكنها تبددت واستولي عليها الغرب!!
وما يقوله قذاف الدم واضح ومعروف ونشاهده أمام أعيننا.. فالهدف الآن هو أموال العرب.. ومدخرات العرب.. ونفط العرب. وتسليم واختفاء العرب!!
ولأنهم يعرفون ماذا يفعلون.. ولأن العرب مازالوا في خبر كان. فإنهم لن يتوقفوا عن التدخل في شئونه.. ولن يقوموا بردع وإيقاف الخطر الإيراني.. ولن يتركوا لقطر الفرصة للعودة للصف العربي.. ولن يعيدوا سوريا إلينا بسلام.. ولن يتخلوا عن مخطط تقسيم العراق. ولن يمنحوا للشعب اليمني الفرصة لمصالحة أو وفاق وطني.. ولن يتوقفوا كذلك عن تصدير وتحويل الإرهاب إلينا. وسيظلون يتظاهرون بأنهم يدافعون عن حقوق الإنسان وعن الديمقراطية ويخدعون البسطاء الذين سيظلون يحلمون بربيع زائف!!
* * *
ونترك الثورات للحديث عن توابعها من انهيار أخلاقي. وضياع لمفاهيم الشرف والكرامة. واختفاء للتقاليد والعادات.. ومنظومة جديدة تبرز وتتعمق وتجمع ما بين انعدام الأخلاق وفقدان المهنية والاحترافية في العمل والأداء.
والفضائيات نقلت صورة لمدرج في كلية الحقوق بجامعة عين شمس. وقد تحول إلي ديسكو يرقص فيه الطلاب بجماعية علي موسيقي المهرجانات الشعبية!!
والصورة كانت واضحة.. الكل يرقص سواء بالحجاب أم بغيره.. والشباب يتلوون ويتمايلون. وينافسون الفتيات في فن الرقص والإغراء!!
والصورة تحكي وتروي ما الذي حدث في المجتمع من متغيرات وانهيارات أخلاقية في السنوات الأخيرة.
وهي صورة لم تعد غريبة ولا تفاجئنا. فالأمور تغيرت كثيراً.. وأحد لم يهتم عندما تحدثت أستاذة جامعية من قبل عن حالات الزواج العرفي التي وصلت لنسب قياسية في آداب الإسكندرية.. والناس لم تنتفض انتفاضاً من أجل كرامة الجامعة وهيبتها!!
وإذا كان طلاب حقوق عين شمس يرقصون ويهتزون ويغنون. فإن الطلاب الآن ينظمون رحلات مختلطة إلي الشواطئ والمنتجعات بدون رقيب أو مشرف أو علم من إدارات الجامعات. وهناك تحدث كل التجاوزات في غيبة مجتمع أصبح كله مشغولاً بالجلوس لساعات لحوارات "الفيس بوك".. وإبداء الإعجاب بـ"لايك".. وكله مبسوط كده.. ومنتشي كده.. وضائع كده!!
* * *
وتعالوا نتحدث عن المعلم الذي كاد أن يصبح رسولاً.. ووزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي. يقول إن المعلم يستحق راتباً أكثر من عشرة آلاف جنيه تقديراً لدوره العظيم الذي يقوم به في المدارس.
ويمضي الوزير فيقول: إنه مقتنع بذلك.. ولكن القرار ليس في يده!!
والوزير علي حق. وكلنا يطالب بإنصاف المدرس وتقديره. وزيادة مرتبه وامتيازاته. ومكانته الاجتماعية. وكلنا يدعو إلي احترام المدرس وتبجيله.. ولكننا في الوقت نفسه نريد أن يكون المدرس هو من يعيد فرض هيبته واحترامه ووجوده وتأثيره.. نريد أن يعود المدرس ليفرض تقاليد ومفاهيم التربية والأخلاق.. نريد مدرساً يساعدنا في إعادة بناء المجتمع من جديد وأن يكون هذا المدرس جديراً بلفظ المعلم. والمربي.. نريد مدرساً يستحق أن ندافع عنه ونطالب له بدلاً من العشرة آلاف عشرين ألفاً!!
ونقولها بكل الأسف والحزن.. المدرس هو من أوصل نفسه إلي هذه المكانة. عندما نسي أو تناسي قيمة المعلم ولم يحافظ عليها!!
* * *
وعندما بدأت شركة "أوبر" عملها في مصر. فإنها اكتسحت السوق واكتسبت سمعة طيبة بحسن الأداء واحترام سائقي "أوبر" لأنفسهم ولمظهرهم أمام الزبائن.. وحيث كانت هناك نوعية جيدة من السائقين والسيارات!!
ولأن استمرار الحال لدينا من المحال دائماً فإن السائقين الجدد لسيارات "أوبر" لا يختلفون عن سائقي "التاكسيات" في الحديث مع الزبون والشكوي المستمرة من أقساط السيارة واجبة السداد!!.. نوع من الاستجداء والنصب!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف