الجمهورية
السيد البابلى
بلطجة "رياضية".. وانفلات "طلابي".. وإشغالات الشارع..!
كيف يمكن أن يمر هذا التصريح مرور الكرام؟ ومن الذي في مقدوره أن يهدد الدولة علنا.. وأن يثير الجماهير ضدها.. وأن يزيد من احتقان الملاعب وحدة التعصب..!
ان لاعب كرة القدم السابق الذي أصبح محللا رياضيا وإعلاميا أيضا يطل علينا من خلال الفضائيات وجه تحذيرا خطيرا للدولة بسبب اتهامه الدولة بتفضيل النادي الأهلي عن نادي الزمالك وأعلن أنه سيذهب إلي المدرجات شابكا يده في يد رئيس النادي ليقول للدولة "إن الزمالك ناد كبير وسنحاسبهم في المدرجات"..!
والتصريح خطير ويخرج عن المألوف ويقع تحت طائلة القانون "فميدو" يعلنها صراحة أنه سيحاسب الدولة مستغلا في ذلك عنصر الجمهور الذي سينطلق معه بالهتافات المضادة.
وميدو لا يقف عند حد التحريض ولا عند التعبير عن الاستياء. وإنما يدعو رئيس النادي إلي عدم الاشتباك مع أحد لأن هناك من سيقوم بهذا الدور نيابة عنه "يا سيادة المستشار خلي الناس تتخانقلك. متخافش انت زي الناس التانية".
وميدو الذي يقدم السبت لكي يجني الاحد وحيث يتطلع لتدريب نادي الزمالك يمارس نوعا من البلطجة "الرياضية" لا يمكن السكوت عليه أو التسامح معه.
وكما انتقدنا التوأم إبراهيم وحسام في إشعال فتنة كروية "بتسخين" جماهير بورسعيد من أجل أداء نادي المصري لمبارياته علي ملعبه رغم المحظورات الأمنية فإننا نقول إن أحمد حسام ميدو يشعل هو أيضا فتنة جديدة بعبارات وأراء تحريضية تخلو من الحكمة ومن صوت العقل.
***
وإذا كان الانفلات قد أصبح سمة الوسط الرياضي فإن العدوي تنتقل أيضا إلي الجامعات التي اصبحت بلا انضباط أو تقاليد أو قانون أو حتي سيطرة أدبية.
واتحاد طلاب كلية التجارة جامعة بني سويف دعا طلاب الكلية إلي ارتداء الاسود في محاضرة لأحد الاساتذة والخروج الجماعي من المحاضرة احتجاجا علي ان استاذ المادة رفض من قبل خروج فتاة من المحاضرة بعد ان علمت بوفاة والدها..!
واتحاد الطلاب لم يتفهم موقف الاستاذ الذي يقول الشهود من الطلبة إنه لم يكن يدرك بوفاة والد الطالبة وعندما تيقن من ذلك سمح لها بالخروج مع زميلتها.. وليس في ذلك أي تعنت من الاستاذ أو خطأ أو تجاوز..!
ولكن اتحاد الطلاب الذي لم يتحل بروح المسئولية دخل في مزايدة علي "الفيس بوك" موجها الطلاب إلي هذا السلوك ومؤكدا لهم بأنه سيحميهم.. لا تخافوا فالاتحاد كله سيكون معكم..!
وإدارة الجامعة لن يكون في مقدورها الكثير لتفعله. وستحاول بالطبع "الطبطبة" واحتواء الموقف لتجاوز الأزمة..!
وسياسة "التهدئة" و"الطبطبة" هي أسوأ افرازات ما بعد احداث 25 يناير 2011. فقد أوجدت وخلقت الأيدي المرتعشة وأضاعت هيبة القانون والدولة.. ومنحت البلطجية كل الامتيازات وحولتهم إلي "شهداء" أيضا..!
***
ولأنها الفوضي التي أوجدت اختلالا في المفاهيم والأخلاق وظهورا لأبشع وأسوأ ما في المجتمع فإنه لم يكن غريبا أن نسمع عن وجود شبكات لتبادل الزوجات تبدأ من "الإنترنت" وتنتهي بالعلاقات المحرمة والمستهجنة..!
وخلال الفترة القصيرة الماضية فإنه قد تم إلقاء القبض علي 4 شبكات لتبادل الزوجات في عين شمس والشرقية والإسكندرية..!
ولا يمكن النظر إلي هذه التجاوزات الأخلاقية بعيدا عن انتشار المخدرات وعن زيادة نسبة التعاطي التي وصلت إلي 10.4% وهي ضعف المعدل العالمي.
فالذين يرتكبون هذه الجرائم الشاذة لا يمكن ان يكونوا من الاسوياء ولا يمكن النظر إليهم والتعامل معهم إلا بكونهم من المرضي الذين يعانون من غياب العقل والوعي.
ونحن في خطر إذا لم ننتبه إلي أن هناك العديد من الجرائم التي تغزو مجتمعنا والتي نعتبرها من الاستثناءات ولكنها في حقيقة الامر لم تعد كذلك لأن هناك حالة غريبة من التوهان والضياع مصحوبة برياح خبيثة اجتاحت هذه البلاد ولا يعرف مصدرها علي وجه التحديد.
***
ومادمنا نتحدث عن الانفلات وعن غياب مستمر للقانون. فإننا نتناول قضية احتلال الشوارع من المحلات والباعة الجائلين.. ومن المقاهي أيضا..!
والسيدة نجوي العشيري رئيس مركز ومدينة بنها تقول إن أهم مشكلة تؤرقها وتمثل صداعا لمواطني بنها هي الباعة الجائلين والاشغالات.
وهي في الحقيقة ليست مشكلة بنها فقط. بقدرما هي مشكلة كل المدن والمحافظات. فالمواقف العشوائية للتوك توك والميكروباصات موجودة في كل مكان. وهي مواقف اصبحت قاعدة انطلاق وحصنا للبلطجية والمدمنين والخارجين عن القانون.
ولا يوجد مكان في مصر لم يشغله عدد من الباعة الجائلين الذين لا سيطرة لأحد عليهم ولا رقابة أمنية ولا تموينية ولا أخلاقية أيضا..
والمصيبة هو أنه لا يوجد قانون واضح يطبق علي كل هؤلاء. وبعض الناس يتعاطفون معهم علي أنهم جزء من منظومة الحياة اليومية "وغلابة علي باب الله بياكلوا عيش"..!
ولا أحد ضد الغلابة أو السعي من اجل الرزق ولا احد ضد حقهم في الحياة.. ولكن نحن مع النظام والأمن والامان في الشارع. ومع الهدوء والاحترام والانضباط ومع حقنا ايضا في أن نشعر بالطمأنينة في الشارع وأن نكون علي قناعة بأن الخطر لا يتربص بنا في كل مكان..وقليل من النظام والانضباط يمنحنا شكلا حضاريا مختلفا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف